استغرقت قضية خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي عامين ونصف العام. واستولت عملية انسحاب البلد من الاتحاد الأوروبي، بعد عقود من العضوية، على العناوين الرئيسية، وتم تجاهل كل النقاشات السياسية الأخرى تقريباً. وفي هذا السياق، ضاعت كل المناقشات الجادة حول كيفية تعزيز المملكة المتحدة للقدرة الإنتاجية والقدرة التنافسية في وقت الانتعاش الاقتصادي والسيولة المالية العالمية.
وفي الوقت نفسه، تضاءلت مصلحة بقية العالم في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. استمرت مفاوضات المملكة المتحدة مع الاتحاد الأوروبي لفترة طويلة، وتم الإجماع على أن العواقب الاقتصادية ستكون أكثر حدة في بريطانيا منها في الاتحاد الأوروبي.
ومع ذلك، يواجه بقية العالم تحديات كبيرة. وتشهد الأنظمة السياسية والاقتصادية تغيرات هيكلية واسعة، كثير منها بسبب التكنولوجيا والتجارة وتغير المناخ وارتفاع عدم المساواة والغضب السياسي المتزايد. في معالجة هذه القضايا، يجب أن يأخذ صنّاع السياسة بالعالم تجربة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعين الاعتبار. عندما صوت البريطانيون بفارق 51.9٪ إلى 48.1٪ لمغادرة الاتحاد الأوروبي.
كانت النتيجة صادمة للخبراء والمثقفين وزعماء حزب المحافظين وحزب العمال على حد سواء..قللوا من أهمية دور «الهوية» كقوة دافعة وراء استفتاء يونيو 2016. لكن الآن، لم يعد من الممكن تجاهل أفكار الناخبين الراسخة حول الهوية. في الوقت الذي تغذي فيه سياسات التخريب الحالية خيبة الأمل الاقتصادية، أضحت إشكالية الهوية أساسية، حيث عمقت الانقسامات السياسية والاجتماعية غير المريحة والمستعصية.
كبير المستشارين الاقتصاديين في أليانز، وعمل رئيس مجلس التنمية العالمي للرئيس الأميركي السابق أوباما، ومؤلف كتاب «اللعبة الوحيدة في المدينة: البنوك المركزية، عدم الاستقرار، وتجنب الانهيار المقبل».