تلقت مهنة الاقتصاد ضربة موجعة بعد أن أخفق معظم ممارسيها البارزين في التنبؤ بالأزمة المالية العالمية في عام 2008، وكانت تناضل للتعافي منذ ذلك الحين. وليست القضية أن السنوات التي تلت الانهيار اتسمت بنمو منخفض غير متساوٍ إلى حد غير عادي فحسب، فنحن نشهد الآن قائمة متنامية من الظواهر الاقتصادية والمالية التي لا يستطيع خبراء الاقتصاد شرحها أو تفسيرها بسهولة.
ومثلهم كمثل الملكة إليزابيث الثانية، التي سألت في نوفمبر 2008 لماذا لم يستشعر أحد قدوم الأزمة؟ أصبح العديد من المواطنين متشككين على نحو متزايد في قدرة أهل الاقتصاد على تفسير التطورات الاقتصادية أو التنبؤ بها.
الواقع أن بعض الدراسات الاستقصائية تصنف خبراء الاقتصاد بين أقل المهنيين جدارة بالثقة. إن تدهور سمعة المهنة يرجع إلى حد كبير إلى الاعتماد المفرط على معتقدات تقليدية فرضتها على نفسها، فبالاستعانة بقدر أكبر من الانفتاح على تخصصات متعددة والتوسع في استخدام الأدوات التحليلية القائمة، وخاصة تلك التي تقدمها العلوم السلوكية ونظرية الألعاب، يصبح بوسع الاقتصاديات السائدة أن تبدأ في التغلب على أوجه القصور التي تعيبها.
تؤكد تطورات حديثة الحاجة الملحة إلى التصدي لهذا التحدي..ومن بينها، تحول الحضور من الاحتفال بانتعاش النمو العالمي المتزامن إلى القلق بشأن تباطؤ عالمي متزامن. وهناك مسالة السياسة النقدية وضعف وتخبط تنبؤات وتنظيرات الخبراء بالصدد.
هذه مجرد أمثلة حديثة للكيفية التي أخفق بها خبراء الاقتصاد في إكمال مهمتهم..إن هذا التخصص الذي هيمن عليه «كبار الكهنة» لفترة طويلة لا بد أن يتكيف الآن مع عقلية أكثر انفتاحاً.
* كبير المستشارين الاقتصاديين في «أليانز»