في تحدي «الجبان» الكلاسيكي، يندفع سائقان تجاه بعضهما البعض مباشرة، وأول من ينحرف عن المسار هو «الخاسر». لكن إذا لم ينحرف أي منهما، فربما يموت كلاهما. في الماضي، جرت دراسة مثل هذه السيناريوهات لتقييم المخاطر التي تفرضها المنافسات بين القوى العظمى. في حالة أزمة الصواريخ الكوبية، على سبيل المثال، واجه القادة السوفييت والأمريكيون خيار خسارة ماء الوجه أو المخاطرة بحدوث تصادم كارثي. ودائما ما يكون السؤال هو ما إذا كان في الإمكان التوصل إلى حل وسط يُبقي على حياة كلا الطرفين ومصداقيتهما.

في وقتنا الحالي، تجري عدة منافسات جغرافية اقتصادية على طريقة التحدي في هذا الصدد. وفي كل حالة، يؤدي الفشل في التوصل إلى حل وسط إلى حدوث تصادم، يتبعه على الأرجح ركود عالمي وأزمة مالية. تدور المنافسة الأولى والأكثر أهمية بين الولايات المتحدة والصين حول التجارة والتكنولوجيا.. في أوروبا، تتصاعد خطورة سياسة حافة الهاوية.. بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وأخيراً، هناك الأرجنتين، التي ربما ينتهي بها المطاف إلى مسار تصادمي مع صندوق النقد الدولي بعد الفوز المحتمل للبيروني ألبرتو فرنانديز في الانتخابات الرئاسية الشهر المقبل.

الخبر السار هو أنه في السيناريوهات المذكورة لا يزال كل طرف يتحدث إلى الآخر، أو على استعداد للحوار تحت بعض الظروف التي تحفظ ماء الوجه. والخبر السيئ أن جميع الأطراف لا تزال بعيدة كل البعد عن التوصل إلى أي نوع من الاتفاق. لكن الأسوأ من ذلك هو وجود العديد من الذوات المتضخمة في هذا المزيج، وبعضها يُفضل التصادم على أن يظهر بمظهر الجبان. وبالتالي، يعتمد مستقبل الاقتصاد العالمي على مباريات جريئة ومسارات تصادمية، قد تنتهي إلى أي من النتيجتين.

* الرئيس التنفيذي لشركة روبيني ماكرو أسوشييتس