رسالة إلى المصريين

ت + ت - الحجم الطبيعي

كل شؤون الوطن العربي والشرق الأوسط تمر تحت وعبر الجسور المصرية. مصر بوصلتنا السياسية وجبهتنا الأمامية. مصر قاطرة الشعوب العربية ومرآة أحوالها، وجواد رهانها لكسب الغد. القاهرة بؤرة إشعاعنا الفكري والفني والإعلامي. كل الشعوب العربية تحكي اللهجة المصرية، على إيقاعها ترقص وعلى فكاهتها تضحك.

بهذه القناعات الراسخة يتطلع العرب إلى الجمهورية الثالثة، على أمل مصر أكثر استقراراً ومنعة وفاعلية إقليمية، بعقلية مستلهمة التاريخ ومفتوحة على الحاضر والمستقبل.

قلوبنا مثل عيوننا تيمم القاهرة، شوقاً نحو مصر القائدة المقنعة الملهمة. بغض النظر عن حجم دعم الأشقاء، على المصريين وحدهم تقع مهمة حفر مسارات الاستقرار والكرامة والعدالة الاجتماعية، ومن ثم النهوض بمسؤولية الإنجاز القومي.

من حق مناصري السيسي الاحتفاء بنشوة الفوز. أصوات هؤلاء فتحت نافذة نحو الشمس، لكنهم يواجهون حالياً استحقاقات الجهاد الأكبر، تأمين الإنجاز وتحقيق الأحلام. على هؤلاء أولاً استنفار كل قوى الخير وسط المصريين، من قوى ليبرالية وديمقراطية ومنظمات مدنية، من أجل انطلاقة وطنية نحو غد أفضل.

على كل قوى الخير المصرية النهوض لبناء حائط وطني منيع، أمام المتربصين المعطلين مفخخي المسارات، مهدري الفرص، لصوص السلطة والثروة. على كل الخيرين من بنات وأبناء مصر، التسلح بالوحدة واليقظة، بغية قمع وتصفية جيوب الفتنة وبؤر الشر.

على كل المصريين المؤمنين بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، العمل معاً من أجل إنقاذ مصر الجديدة من جب الدولة العميقة، وسد الثغرات أمام كهنة الفرعون وسدنة الفساد وسماسرة اقتصاد المقاولات الباطنية. على جميع المساعدين الصاعدين إلى واجهة السلطة في العهد الجديد، النأي بأنفسهم عن إغراءات المال والنفوذ، وإعلاء المصالح العليا والصالح العام.

على جميع المصريين التجمل بالصبر، فإن الرئيس الثامن ليس مسلحاً بعصا موسى لشق بحر المعاناة والخروج إلى آفاق النعيم. ذلك سفر تتم كتابته بالجهد الوطني الدؤوب، ويستغرق إنجازه سنين. على مسافة المشوار في طريق الاستقرار، يأتي عائد الإنجاز ويتحقق الرهان على مصر الفاعلة القائدة الملهمة.

Email