تُؤمن القيادات التي أجمعت واجتمعت في عاصفة الحزم الخليجي بمدى أهمية استقرار اليمن السعيد، وارتباطه الوثيق بقوة وضعف الاستثمار فيه، ودوره في تمدد هذا الاستقرار على نطاقٍ أوسع يشمل كل دول المنطقة الخليجية والعربية، فأتت العاصفة عاتية على المتمردين الحوثيين الذين عاثوا فساداً في الداخل اليمني مُهددين بتحركاتهم ومخططاتهم الطامعة في التوسع إلى خارج الحدود، من غير أدنى اكتراث بأمن واقتصادات الدول الشريكة في الجغرافيا الخليجية والعربية.

فاستقرار اليمن السعيد بطبيعة الحال لا يُسعد أهله وشعبه باستعادة ما يحاول الفصيل الحوثي انتزاعه فحسب، بل يُسعد شعوب المنطقة أيضاً عبر تعزيز ودعم استقرار كل دول المنطقة التي تحرص الزعامات فيها دوماً على توفير سُبل الحياة الرغدة والكريمة لأبنائها، ما يجعلها تعمل بدأب من أجل إعادة السعادة لليمن السعيد.

قد يقول قائل إن الحرب التي قُرعت طُبولها في اليمن تزيد من عبء النفقات المالية على الدول المُتحالفة، حيث إن الحروب دائماً «فاتورتها» باهظة، ولكن من يُمعن النظر في العلاقات الخليجية والعربية باليمن يفهم أنها تمتاز بطابعٍ فريد يُحوّل المبالغ الطائلة التي تُكلفها من جرّاء تنفيذها للطلعات الجوية لقصف أوكار الحوثيين إلى قيمة استثمارية حقيقية لا تتوانى قياداتنا الحكيمة البتة عن دفعها، طالما أن الهدف من ورائها أسمى وأعلى، يتثمل في تأمين الشقيق اليمني وانتشاله من أوحال الفقر والتخلف الذي تُسوّق وتُروج له الجماعة المتمردة.

فعودة اليمن السعيد إلى مصاف الدول العربية السعيدة هو الخيار الأوحد والوحيد لشعوب المنطقة وقياداتها، والذي من أجله يُنفق الغالي والنفيس، وإلى حين تحقيق هذا الهدف، لن يتردد الحلف الخليجي العربي في ضرب كل من يُحاول العبث بالمنطقة وحرمان شعوبها الاستقرار والسعادة، بيدٍ من حديد.