حلم. معجزة. وصفان ينطبقان على ما يجري في مصر، وتحديداً في الشمال الشرقي لهذا القطر العربي الغالي، طوال 365 يوماً مضت. فهناك، في إسماعيلية البطولة، حقّق المصريون ملحمة جديدة سيحتفل بها العالم غداً.
قرن ونصف القرن هو الفاصل الزمني بين قصّتي مشروعي قناة السويس، ولكن الهدف متشابه، فتسهيل التجارة وانسياب البضائع وحتى الركاب، هما هدية مصر للعالم: في 1869 وفي 2015.
مشروع قناة السويس الجديدة وما يتبعه من مشروع محور تنمية قناة السويس والمنطقة اللوجستية تعني خلق حوالي 1.5 مليون فرصة عمل فضلاً عن رفع العوائد التي تدخل الخزينة المصرية.
حفل الغد سيكون بمثابة رسالة للعالم كله أن الدولة المصرية متماسكة ومستقرة ولاتزال قادرة على السير قدماً في طريق التنمية والإبداع، فحفر 72 كيلومتراً وتجهيزها لعبور الناقلات العملاقة في 365 يوماً تحدٍّ يُشهد له.
هذا الإنجاز سيدعم رؤية القيادة المصرية في تحويل مصر مركزاً تجارياً ولوجستياً عالمياً بعد تدعيم هذا المشروع بمشاريع تنموية، تتألف من خلق مناطق حرة، ومدن لوجستية، ونقاط تموين للسفن وإصلاحها، إلى جانب تشييد مطارين سيساهمان في خلق طفرة اقتصادية في شمال مصر وشمالها الشرقي.. وسيحّول تلك الرقعة الجغرافية التي تفصل بين أقدم قارتين في العالم إلى قلب نابض بالاقتصاد والأعمال، بل عاصمة عالمية للتبادل التجاري.
هذ الإنجاز سيدفع عجلة الاقتصاد القومي المصري، وسيلمس المواطن المصري بإذن الله العائد الإيجابي لهذا المشروع على الاقتصاد، وعلى فرص العمل، وعلى نبض الحياة الذي سيولد في المنطقة بعد سلسلة المشروعات الطموحة الموعودة.
مصر تفرح، ونحن معها نفرح.