دوسلدورف إكسبريس

ت + ت - الحجم الطبيعي

في أحد أيام عام 2005 سافرت إلى دوسلدورف بألمانيا لتغطية معرض هناك، حجزت رحلة المساء لأصل قبل انطلاق الحدث، وعندما أقفلت حقيبتي اتصلت بزميلي المصور وكان الخبر الصاعقة أنه لا يزال يحضر حقيبته، وكانت الطائرة على بعد 90 دقيقة فقط.

انتابتني حالة قلق شديد وأخذت حقيبتي وخرجت مسرعاً حيث كان أحد الأصدقاء بانتظاري لأخذي إلى المطار، اتصلت بالمصور وكان يقفل حقيبته. فأخذت أصرخ عليه أن يستعجل وهو يحاول تهدئتي.

وعندما وصلت المطار كانت الصاعقة الثانية بانتظاري إذ أقفلت أبواب الطائرة وركب المسافرون وستقلع بعد 10 دقائق. أصبت بالإحباط الشديد واتصلت بمديري فطلب مني أن أحجز على رحلة الصباح، وفعلت ذلك.

في دوسلدورف وقعت تحت ضغط نفسي شديد، الخطة كانت أن أخرج من الطائرة إلى المعرض لتغطية أحداث اليوم الأول ومنه إلى محطة تلفاز ألمانية حيث تم حجز ساعة على القمر الصناعي لمونتاج وبث تقريري في اليوم نفسه.

وفعلاً دخلت إلى المعرض وأجريت المقابلات سريعاً، وبينما ذهب المصور ليأخذ بعض اللقطات الفنية الضرورية، جلست إلى ركن وكتبت تقريري على أوراق مبعثرة وضعت لها أرقاماً متسلسلة كي أعرف البداية والنهاية. كنت أطرد فكرة الفشل من ذهني وليست لدي أي فكرة كيف سأنتهي.

انتهينا وأمامي 45 دقيقة فقط قبل البث ومديري على الهاتف يستعجلني. وانطلقنا إلى المحطة وكنت أركض وسط ذهول الجميع. دخلنا إلى غرفة المونتاج وأمامي 20 دقيقة فقط، التقطت أنفاسي بصعوبة وسجلت تقريري وتم المونتاج والبث بنجاح قبل نهاية المدة بخمس دقائق.رغم العقبات التي واجهتني لإعداد التقرير حصلت على إشادة كبيرة من إدارة الأخبار لإنجازي المهمة في وقت قياسي.

مسك الختام: نبذ السلبية والتسلح بالعزيمة والإصرار يقود إلى النجاح وهو حليف الإيجابيين.

 

 

Email