أحيا العالم يوم الاثنين الماضي اليوم العالمي للسلام وفي منتصف نوفمبر المقبل يحيي العالم اليوم العالمي للتسامح. بين المفهومين ارتباط عضوي وثيق، وأرى أنّ الأول (السلام) ثمرة للثاني. ولهذا نرى عالمنا راهناً يفتقد للأمن والسلام.
وفي نظرة سريعة على المعمعة التي تعيشها منطقتنا نستدل على أنّ بذرة الحروب الأهلية التي انزلقت إليها بعض المجتمعات، التي كانت ترنو إلى الديمقراطية، كانت في غياب التسامح، وعدم فهم ثقافته.
غاب التسامح عن معاملاتنا مع بعضنا بعضاً، وغاب، أو غيّب عن المناهج، فأصبح شيئاً غامضاً لدى قطاعات واسعة.. في وقت اعتبرته القيادات ضعفاً، فكانت النتيجة بواراً للهدف الأكبر، أي السلام.. والمحصّلة كانت ضياعاً لمفهوم الديمقراطية الذي لا يقوم إلاّ على السلام.
الديمقراطية ليست غاية في حد ذاتها؛ بل هي وسيلة في البيئات المتهيئة لها لتدبير اختلاف المشارب الفكرية والمشاريع السياسية. وفي غياب التسامح وتالياً فقدان السلام تكون الدعوات إلى الديمقراطية في بعض المجتمعات دعوة صريحة إلى الحرب الأهلية.
إنّ خريطة طريق التسامح هي كالتالي: التفاهم، الحوار، الاحترام، والعدل، الأمن... والنتيجة تحقيق السلام. وهذه المبادئ هي المضاد الحيوي لفيروسات الشر ومحاولات إذكاء الفتنة والتطرف.
واليوم، ونحو مئات الآلاف من المسلمين يقفون على جبل عرفات مُلبّين مُتضرّعين مقبلين على الله طلباً للمغفرة، علينا أن نعي أن رسالة الإسلام هي السلام.. وبالتالي التسامح هو المتطلّب الأول لتحقيق هذه الغاية السامية.