دروب
الرياح المراوغة تتلاعب بالغيوم، شاهدتها، كانت ترقص التانغو تارة، وتارة أخرى، تدور بلا ملل، مثل دوائر الصوفيين. قديماً، كان ينبئني همسها العالي بماء السماء.
ليتني كنت هناك، أمشي على ذاك الطريق، يجرفني ذلك السيل الآتي من تلال قريتي حتى جذوع البرتقال في بساتين السهل. هذا الطريق الذي عبرته سنيناً طويلة، بين طفولة القرية وصبا المدينة.
هناك، عند أول الفجر، مع الإطلالة الخجولة للشتاء المزهو ببرودته. العصافير دليلنا إلى الصباح، تتهيأ إلى هجرتها التالية، بينما أدفئ قلبي بالندى، وأُصفّرُ للشمس، كي تتبعني على درب الغواية.
رمّان
تشرين.. ما تبقى من أكواز الرمان على الأشجار العارية، فاتحة قلوبها للناس والعصافير، وكل ثمرة فيها حبة من حبوب الجنة.
موسيقى
هذه الموسيقى الصامتة التي تتهادى في أرجاء الكون، عند لحظة التجلي القصوى.
ليتني أعرف علم النوتة، لأدوّنها وأستريح.
فتنة
تجاوزت حدودي الصغرى، لا أرنو إلى وردة، سأدعها وشأنها في حديقة الذاكرة، وها أنا أعبر نحو الفتنة الشائكة، تنتظر دمي المسفوك حباً على قمم الهوى.
صور
الصور لا تشفي، ربما تكون أكثر إيلاماً للذكريات. إنها سكون الحياة في لحظة ما.
وإذ نستعيدها بين حين وآخر، لنشهد أحوالنا قبل الرحيل بقليل.