أعود إلى تلك السنة الذهبية 2005 المليئة بذكريات وأحداث ومواقف أسهمت في بناء شخصيتي وشكلت إضافة قيمة لمسيرتي المهنية في الصحافة. إذ في شهر سبتمبر وأثناء عودتي من عملي تعرضت لحادث مروري سبب أضراراً في مركبتي بلغت 25 % حسب ما أوردت شركة التأمين.
تجاهلت الحادث لأني سليم بدنياً ومركبتي مازالت تعمل، وتوجهت في اليوم التالي لتغطية حدث كالمعتاد، لكني تعرضت لحادث آخر في الطريق وفي أقل من 24 ساعة من الحادث الأول تسبب في تهشيم زجاج باب سيارتي الأيمن، وحسب شركة التأمين كانت تلك الـ 25 % الثانية، أي أن سيارتي متضررة بنسبة 50 %.
قررت الاستمرار في عملي بما أن السيارة مازالت تعمل، وعندما التقيت رئيسي وأخبرته بالحادثين طلب مني أخذ اليوم التالي إجازة للتفرغ لإصلاح السيارة مع أن اليوم ما بعد التالي كان إجازتي الأسبوعية. في اليوم التالي استيقظت صباحا على سعال جاف تطور إلى بحة في الصوت مع نهاية اليوم لكن على الأقل أدخلت سيارتي خدمة التصليح.
في اليوم الذي يليه (الإجازة الأسبوعية) استعرت سيارة من شقيقي وبينما كنت في طريقي لقضاء مصلحة فاجأني اتصال من رئيسي يطلب مني القدوم للعمل لنصف ساعة فقط بسبب نقص عدد المحررين الميدانيين، فأخبرته أن نسبة الضرر بلغت 75 % بسبب المرض، فقال التقرير جاهز كل ما عليك هو تسجيله فقط واذهب بعدها في حال سبيلك، نصف ساعة فقط واذهب لإكمال إجازتك! فأخبرته بأني لا أمتلك صوتا! فقال: صوتك روعة تعالى الآن من فضلك.
ذهبت وسجلت التقرير بصعوبة حيث كنت أسعل كل جملة ونصف. وعندما انتهينا وبث التقرير في تلك الليلة، وصلتني إشادات من الزملاء والأهل والأصدقاء على ذلك الصوت المبحوح بينما لم أحصل على نصف تلك الإشادات عندما كان صوتي طبيعياً!