في ديسمبر 2006 كنت مع وفد إماراتي لتغطية اتفاقية في الهند في محافظة كيرالا، لصالح قناة تلفزيونية. بعد مراسم التوقيع قيل لي، إن الوزير الهندي سيعطيني مقابلة مساء ذلك اليوم في قاعة كبار الضيوف، بعد العشاء مع الوفد الإماراتي.
أثناء العشاء كان المصور يجهز الكاميرا، ثم التفت إليّ قائلاً: أين المايكروفون؟ لا بد أني نسيته في الفندق! وكان الفندق على بعد 50 دقيقة، فقلت للمصور سأعود لإحضار المايكروفون، عليك بإلهاء الوزير حتى أعود، لا تدعه يرحل.
انطلقت راكضاً خارج القاعة، وكانت المفاجأة أني لم أجد السيارة التي أتينا بها. شعرت بربكة شديدة، وذهبت إلى الشارع أبحث عن «تاكسي»، فلم أجد واحداً، لكن توقفت أمامي دورية شرطة لا يتحدث أفرادها الإنجليزية إلا أنهم فهموا أني أريد العودة للفندق بمجرد أن نطقت اسمه، فدعوني للركوب معهم وانطلقنا. كانت قيادة الشرطي متهورة لدرجة أن تضع معها كل ذات حمل حملها.
عندما وصلنا إلى الفندق ذهبت لغرفة المصور، وأحضرت المايكروفون، وانطلقت عائداً مع الدورية في إياب أسوأ من الذهاب، حيث تمكن السائق من تجنب حادثين. وصلت وكان العشاء لا يزال قائماً وجهزنا معداتنا ثم صورنا المقابلة.
بعد عودتنا إلى دبي اكتشفت أن صوت الوزير الهندي غير واضح وبه وشة. وحاول فني المونتاج رفعه من خلال خاصية الصوت في الجهاز، لكن لم يرتفع سوى قليل. وبعد أن بثت المقابلة في نشرة الأخبار اتصل بي المصور وقال: أظن أن هناك خللا في المايكروفون، ليتنا اعتمدنا على «مايك» الكاميرا، لكانت جودة الصوت أفضل. وقع كلامه كالصدمة خصوصاً بعد تلك الرحلة في دورية الشرطة، وهي تحديداً الجزئية التي استغرب كثيرون كيف حدثت، ولكني لا أملك جواباً لها؟
مسك الختام: يحدث أحياناً أننا نأتي بأفكار من خارج الصندوق، لكن بعد فوات الأوان.