في أكتوبر عام 2004 كنت رئيساً لفريق الأخبار الإنجليزية في قناة محلية، وجاءتنا دعوة لتغطية لقاء وزير هندي مع رجال أعمال من الجنسية ذاتها في أحد الفنادق. اقترح المحرر المركزي المسؤول عن النشرة، وهو من الجنسية نفسها أن أذهب لإجراء لقاء معه كوني ابن البلد. ووافقت على ذلك وعقدنا اجتماعاً لوضع الأسئلة، فوضع المحرر سؤالاً سياسياً قرأته واستثقلته لأني ظننت أنه غير مهم، لكني أعلم أن ما لا يهمني سيهم المشاهد الهندي.

دخلت القاعة وانتظرت إلى أن فرغ الوزير من إلقاء كلمته، وتحدثت إلى مسؤولة العلاقات العامة التي سرت جداً باهتمام قناة محلية بتغطية الحدث. وعندما فرغ الوزير ذهبت المسؤولة وتحدثت إليه، ثم أشارت بيدها إليّ لأتقدم.

ذهبت وحييته ورحبت به في الدولة. بدأت المقابلة وعندما وصلت للسؤال الأخير (السياسي) استثقلته مرة أخرى، فهو طويل جداً (4 أسطر)، ولم أتمكن حتى من حفظه بمجرد إلقاء نظرة عليه كما حدث مع الأسئلة التي سبقته، فضلاً عن أن السؤال يتعمق في السياسة بين الهند ودولة مجاورة لها وأنا شخصياً غير ملم بالكامل بذلك الموضوع.

تشجعت وقرأت السؤال كاملاً من الورقة، ونظرت إلى وجه الوزير، لكن المفاجأة كانت أني رأيت جميع الجالسين حول الوزير ينظرون إليّ فأدركت أن الوضع ليس على ما يرام. ففتحت فمي لأقول للوزير لا تجب إن لم تكن لديك الرغبة،

لكن قبل أن أنطق بكلمة انطلق الوزير في حديث سياسي على شكل توبيخ موجه لي أنا المسكين الذي استثقلت السؤال أصلاً، ثم اعتذر.

في اليوم التالي أخبرت المحرر المركزي بالقصة، فاستغرب ثم ضحك ثم قال: أنت شجاع، فأنا لا أجرؤ على توجيه هذا السؤال، لكني ظننته سيتقبله لو أتى من شخص غير هندي.

مسك الختام: لم يبث مقطع التوبيخ.