مع الفوائد الكثيرة التي حقّقتها البشرية من ثورة الاتصال، ومن طفرة «التواصل الاجتماعي» كان هناك الكثير من السلبيات.

وإذا كان الكبار قادرون مع «فلترة» المحتوى الذي يغزو هواتفهم النقالة وحواسيبهم، فإنّ ثورة التقنيات خرقت كل الحواجز وباتت تحمل عبر الشبكة العنكبوتية الخطر إلى أيدي الناشئة..

ولهذا التأمت «قمة حماية الطفل من الاستغلال عبر الإنترنت» في أبوظبي، مستشعرة خطراً بات يقتحم بيوتنا بلا حسيب أو رقيب، بعدما بات الآباء غرقى في بحور تطبيقات «التواصل» متناسين أبناء صغاراً في حوزتهم أحدث الأجهزة التي قد لا تكون في حوزة الوالدين أحياناً.

ومع تراجع دور الأبوين في التربية، وفي الرقابة والتوجيه، منذ سنين، ووصول هذه المسؤولية إلى أدنى مستوياتها مع تغلغل التكنولوجيا الذكية في حياتنا، ومع الغزو الذي يصل إلى غرف نوم أطفالنا ونحن ساهون لاهون.

وجدت الحكومات نفسها مضطرة للاضطلاع بهذه المسؤولية بعد رصد متزايد لاستهداف القصّر من قبل عصابات الإنترنت ومن قبل مروجي الفكر المتطرف الشاذ، ما يشكّل على المدى البعيد تهديداً للأمن الوطني وللأمن القومي.

ومن هذا المنطلق تداعى المسؤولون والأمنيون والخبراء وعلماء الاجتماع والنفس والتربية إلى هذه القمة المهمة لرصد التهديدات التي باتت تتربّص بالأبناء وبأمنهم مع تغيّر أنماط الحياة والسلوكيات، ما بات يهدّد وحدة المجتمعات.

وهو ما حاولت قمة حماية الطفل التنسيق بشأنه لخلق مظلة حمائية تحصّن أبناءنا من غزو غير أخلاقي نحن عنه غافلون.. ومن كان له متنبهاً فإنه عاجز عن مواجهته وحده.

لهذا كان جمع هؤلاء الخبراء والمختصين للخروج بخطوات موحّدة توفّر الرعاية لناشئتنا وتحميهم من الجرائم العنكبوتية.