الدعاية عبر الأثير فن يحتاج إلى فكرة مبتكرة، وأسلوب تنفيذ جذاب وبسيط، ما بين البرامج الإذاعية هناك الدعايات، التي أجبر أحياناً على خوض تجربة عذاب الاستماع إليها، خصوصاً منها ما كان باللغة العربية، فهي أولاً تكون بأصوات (أقصد بزعيق) هؤلاء الذين لا نراهم على شاشات التلفاز إلا من رمضان لآخر..

وقد نقلوا تهريجهم من الشاشة إلى الدعايات المؤداة بأسلوب حواري ركيك، كي يقنعونا بشراء المنتج، وأحياناً تكون بأصوات غير معروفة، تؤدي حواراً غاية في الابتذال خالياً من أي مصداقية، يضر بالمنتج أكثر مما ينفعه، وأؤكد لكم أني أغيّر المحطة قبل أن أعرف ما هو المنتج، الأمر الذي يدل على فشل الغرض من الدعاية.

أما الإذاعات الإنجليزية فمستواها أرقى بكثير من العربية ودعاياتها معقولة، إن لم تكن مقنعة، وحواراتها أحياناً تكون مبتكرة، وتثير فضول المستمع ليصل لنهايتها، ويعرف ما هو المنتج، فمثلاً استمعت إلى دعاية عن نظام تخزين بيانات، مجرد صوت جهوري يشد الانتباه لرجل يقرأ فقرة واحدة فقط ويردد اسم المنتج خلالها مرات عدة، ما جعل اسم المنتج يرسخ في ذاكرتي. وإن كانت الدعاية الإنجليزية بأسلوب كوميدي، فهي غالباً ظريفة ومضحكة.

أو تكون جملاً قصيرة تحمل اسم المنتج في آخر كل جملة. أياً كان فإن الغرض من الدعاية جذب المتلقي إلى المنتج وليس تنفيره منه. يجب على صانعي الدعايات الإذاعية العرب الاجتهاد أكثر، من أجل استنباط أفكار جديدة لتلك الدعايات، وجعلها جاذبة وذات مصداقية بدل أن تكتب بأسلوب مبالغ في التبسيط أو تهريجي، في النهاية المستمع ليس من البلهاء، ليقتنع أن عيادة الدكتور فلان في المنطقة الفلانية تنفذ هذا النوع من العمليات لو كان ممثلو الدعاية أنفسهم غير مقتنعين بما يقولونه، بسبب تمثيلهم السيئ.

مسك الختام: نتساءل أين هؤلاء من أسبوع الابتكار؟ يبدو أنهم في عالم آخر.