كنت ضمن الوفد الإعلامي المكلف بتغطية مهرجان الأضواء السنوي، في مدينة ليون الفرنسية، الذي تحول إلى حفل شموع قصير، لتأبين ضحايا هجمات باريس الإرهابية.

وعندما بدأ الحفل كنا على ضفة النهار في الظلام الدامس نشاهد عرض صور لوحات فنية على المباني المقابلة للضفة. وكان معنا بضعة أشخاص من برنامج أونلي ليون السياحي أحد أهم 5 برامج تسويق سياحي في أوروبا، فاقتربت منا مديرة العلاقات العامة في البرنامج، وقالت جاء محافظ منطقة الرون- الألب جيرارد كولومب.

انتهى المحافظ من عمل مقابلات مع التلفزيون المحلي، اقترب منه الصحافيون إلا أن مديرة العلاقات العامة دفعت بي لأقف أمامه، وطرحت أسئلتي وتولت هي الترجمة.

ضاق المكان من حولي والصحافيون يقتربون ويضعون أجهزة التسجيل قرب فم المحافظ حتى حوصرت تماماً داخل حلقة ضيقة جداً. داخل الحصار مرت في ذهني مواقف لن أنساها.

مواقف مماثلة حدثت أيام نشأتي في الميدان، منذ عشرة أعوام أكون فيها وسط حصار من الصحافيين، لكن الفرق في الخبرة التراكمية، التي اكتسبتها خلال هذه المدة. في ليون كانت أعرف شكل التغطية، ولست بحاجة إلى توجيه. أعلم كيفية توجيه السؤال للحصول على المعلومة المطلوبة، في الوقت ذاته كنت أترجم لغيري من الصحافيين أسئلته.

كنت أستمع إلى أسئلة مثيرة للاهتمام من صحافيين أجانب من الصين وغيرها كشفت لي معلومات جديدة عن علاقات تلك الدول بليون تحديداً، فضلاً عن تكوين علاقات مع الصحافيين الآخرين، والتعرف على التحديات التي تعتري مهنتهم في بلدانهم.

مسك الختام: مهما بلغ الشخص منصباً في مهنتنا من الجميل أن يعود يوماً إلى الميدان، لممارسة أساسيات عمله ومقارنة نفسه اليوم، بما كان عليه سابقاً لأن عملية تطوير الذات تمر بمراحل دقيقة، وأحياناً صعبة تتطلب إرادة وعزيمة لاجتيازها، وهي في النهاية تصنع الفارق، وبالتالي التفوق.