ندوة الثقافة والعلوم في دبي هي مؤسسة ثقافية علمية تأسست عام 1987، وهي تعنى بأمور الثقافة من خلال المشاركة في فعاليات وأنشطة ثقافية وعلمية متعددة، إبرازاً لوجه الدولة الحضاري، واستشرافاً لروح التراث وآفاق المستقبل في آن واحد، بهدف تعزيز مسيرة الثقافة والعلم في دولة الإمارات.

ويتم ذلك بما يلي: تشجيع المواهب والكفاءات في جميع المجالات الثقافية والأدبية والعلمية، دعم وتنشيط الحركة الثقافية والإسهام في عملية تنميتها والارتقاء بمستواها، ترسيخ المفاهيم الثقافية الإيجابية، توطيد العلاقات وتوثيق التعامل بين الندوة والجمعيات والهيئات الأخرى المماثلة، شغل أوقات الأعضاء بما يعود على المجتمع بالنفع والفائدة.

هذا تعريف لهوية مؤسسة ندوة الثقافة والعلوم في دبي، تتخلله أهداف عمل المؤسسة، وعلى رأسها تشجيع المواهب والكفاءات وتنمية ودعم الأنشطة الثقافية في المجتمع. على الطرف الآخر تقف هيئة دبي للثقافة والفنون أيضاً على رأس الأهداف ذاتها، وتتجاوزها إلى ما هو أشمل، لكن هناك تقاطع واضح في دعم الحركة الثقافية وتقديم مشاريع احتضانية لرعاية الموهوبين.. بين هاتين المؤسستين العملاقتين في دبي، طفل يتيم اسمه مهرجان دبي لمسرح الشباب. تحمل ميزانيته السنوية أعباء كبيرة واستقطاعات لأغراض تنظيمية وتوفير أمكنة، تمكن الاستفادة منها لو تم توفيرها في وتوسعة أنشطة المهرجان، ودعم الفرق والعروض المسرحية، حيث ما يخصص لهذه العروض ما زال دون الطموح.

والحكاية هي في غياب الشراكة الحقيقية بين هيئة دبي للثقافة، راعية وداعمة مهرجان دبي لمسرح الشباب، وندوة الثقافة والعلوم.. ففيما تستخدم هيئة دبي للثقافة والفنون مسرح الندوة ومرافقها لفعاليات المهرجان، تفرض ندوة الثقافة والعلوم مبالغ طائلة جراء هذا الاستخدام. فالندوة تقوم بتأجير مسرحها للهيئة وتأجير صالاتها وغرفها، لدرجة أصبحت المبالغ التي تتقاضاها الندوة عن هذه الاستخدامات هي الضاغطة، وهي المقلصة لمخصصات الفرق المسرحية من ميزانية الهيئة المخصصة لمهرجان مسرح الشباب.. الهمس يدور في الأروقة..

 فالندوة هذه الأيام تتعامل مع أيام مهرجان دبي لمسرح الشباب كغنيمة.. يومية حجز خشبة المسرح بكذا، ويومية الغرفة بكذا، ويومية مهندس الإضاءة بكذا، ويومية (الفراريش) بكذا.. والمبالغ التي يتم تداولها مبالغ طائلة تصيب ميزانية المهرجان بالعجز والشلل.

ومن نوادر هذه الغنيمة التي تتلذذ بها الندوة هذه الأيام، أن شاباً حاول البحث عن غرفة لإجراء تمرينات لممثليه الأطفال.. فسمح لهم عضو في لجنة إدارة المهرجان، وحالما بدأ التمرين في الغرفة، جاء من يطالبه بالخروج أو دفع مبلغ وقدره!!

والسؤال هو: لماذا لا تمد ندوة الثقافة والعلوم العون وتصبح شريكاً أساسياً في هذا المهرجان من خلال توفير المقر والخدمات مجاناً، أو على الأقل بأسعار رمزية، تحقيقاً لأهدافها والوعد الذي قطعته على نفسها في دعم ورعاية المبدعين الشباب؟ وبذلك تسهم مع هيئة دبي للثقافة في تطوير هذا المهرجان، وفتح الميزانية لدعم العروض المسرحية، بدلًا من أن تذهب الكعكة لتأجير مقرات وأمكنة بنتها الحكومة أصلًا وخصصتها للنفع العام؟!