قطاع التربية والتعليم والمجتمع المدرسي، قطاع واسع ويضم شريحة مجتمعية لا يستهان بها، كما أنها تضم جميع الأجيال وبكافة المستويات العمرية. وهذا المجتمع ينضح يومياً بالأخبار والتفاعلات والأنشطة والأحداث، وأموره تهم الجميع، سواء الجالسين في البيوت أو الذين يعملون في المدارس. هذا القطاع مخفي عن الظهور ومغيب عن الإعلام، وليست لديه مساحة كافية ليحتل برامج ورسائل مصورة يومية، تبقي نبض هذا المجتمع ظاهراً وواضحاً، مما يدعم الهوية في الإعلام المحلي.

فمجتمع المدارس لا يظهر في الإعلام، إلا من خلال تصريحات المسؤولين الرسميين، أو عند بدء امتحانات الثانوية العامة، حينما تفرد الصحف المحلية صفحات عن متابعات الامتحانات.. لكن طيلة العام يغيب هذا القطاع وأنشطته وتفاعلاته. ولا يعرف السبب الذي يجعل قنواتنا المحلية، أو كثيراً منها، تحجم عن توفير رسالة يومية، عبر برنامج يتيح الاقتراب من تفاعلات وقضايا هذا القطاع. وما نقصده بالتفاعلات، هو الأنشطة التي تقوم بها المدارس وتلاميذها ومدرسوها، لأنه من البديهي ألا يغفل الإعلام حركة تفاعلية ومتفاعلة لأي قطاع في المجتمع.

على أيام زمان، وحينما كان توجه قطاع التلفزيون معنياً بإظهار تفاعلات المجتمع وأنشطته، كانت المدارس ومجتمعها حاضرا وقريبا من الناس، وكنا في البيوت نشاهد ساحات المدارس وما يجري فيها، من بيوتنا وعبر التلفزيون. وكانت مواهب الطلبة والتلاميذ تظهر على المجتمع، وكان هناك نجوم وأبطال صنعهم الإعلام من ساحة المدرسة؛ طلاب ومدرسون ومدرسات، وكان الصوت وكانت الصورة أقرب.

كان ذلك في الأيام الخوالي، أيام التلفزيون الأبيض والأسود. لكن ما إن تلون التلفزيون، وما إن بدأ التلفزيون يبحث عن الشراكات التجارية، حتى صارت إذاعة أغنية جديدة، أهم من نقل نشاط نوعي في مدرسة.

قطاع التربية والتعليم ومجتمع المدارس، ينضح بالنشاط وبالتفاعل الحياتي، والمطلوب ليس أكثر من برنامج يخصص يوميا، يمثل نافذة تطل على المجتمع، فهناك هوية، وهناك مجتمع يفترض ألا يغيب نبضه وراء المستورد، وخلف قضبان التركيبة السكانية التي تمسح شوارعنا ومجتمعنا بألوانها الخاصة.

الأمر ليس ترفياً، بقدر ما هو واجب إعلامي على المحطات التلفزيونية أن تلتزم به، فهذا التغييب يجعل الصورة النابضة للمجتمع ناقصة، في صورة الإعلام المحلي. قطاع المدارس وتفاعلاته، ليس شكاوى وإشكالات فقط، وإنما حياة متفاعلة تستحق الانتباه.