يقول الخبر إن فريق عمل تسعيرة الأدوية في المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي، قد أوصى بضرورة إنشاء وحدة تسعير الأدوية بقسم التسجيل المركزي، واعتماد الميزانية المقترحة لها، تفعيلاً لقرار المجلس الأعلى في دورته السابعة والعشرين، الخاص بتوحيد سعر تصدير الأدوية لدول المجلس بالدولار الأميركي. كما حث الفريق الدول الأعضاء على تنفيذ القرار الخاص بتقريب الهامش الربحي بين الدول الأعضاء، على ألا يتجاوز هامش الربح المضاف للوكيل والصيدلية في الدول الأعضاء 45%.

أنا لا أفهم في سوق الأدوية، وليست لي علاقة بتجارتها، ولا بمسارب هذه التجارة التي يقال إنها تدر ملايين الملايين، لكن هذا الخبر يعكس لي أن التعاون الخليجي ما زال يبحث عن أشكال اتفاقات وتعاونات تجعل السوق الخليجية سوقا موحدة، وهذا أفسره بأننا كخليجيين علينا أن نتفق حتى لا يتلاعب بنا الطامعون. ومثل خبرة أي مواطن خليجي بسيط، له علاقة بسوق الأدوية حينما يشتري البنادول ودواء الكحة والبلاعيم وأدوية معالجة ارتفاع الحرارة من الصيدلات، فإني أعرف أن هناك فرقا كبيرا بين الدواء نفسه حينما تشتريه، من جدة، أو المنامة، أو أبوظبي، أو مسقط، أو الدوحة، أو الكويت.

هناك فرق كبير، وهذا الفرق هو الذي تسعى إليه جهود التسعير الخليجية لكبح جماح المتاجرين بالدواء، لهذا يتبين من الخبر أنهم يتفقون على هامش ربح، يشترطون ألا يتم اختراقه بين الدول الأعضاء.

الخبر أعاد إلي سؤالاً قديماً، لكنه ما زال قائماً بخصوص كثير من السلع، فحينما ننظر إلى بعضنا البعض نحن الخليجيون، وننظر إلى منطقتنا الخليجية وموقعها، نجدها أنها تتمتع بالمواصفات ذاتها، مع اختلافات بسيطة وبسيطة جدا، لا تكاد تذكر. وفي الوقت نفسه، فنحن نشترك في مصدر الشراء، سواء من غرب العالم أو من شماله أو شرقه أو أقصى جنوبه، والشركات التي تفتح أفواهها لمال الخليج ونفطه، هي الشركات ذاتها، تتعدد مقراتها ويافطاتها، ولكن المصدر هو هو، والدولار هو هو، واليورو هو هو، والين هو هو، لا فرق. كلنا كخليجيين ندفع لنفس المصدر، لكن كيف تفرق المسألة في الأسعار؟ كيف يعاني خليجي بسيط من سعر سلعة، هي ذاتها في بلد خليجي آخر بسعر أقل؟

سيقول عارف إن الفرق في صرف العملة، وعملات أهل الخليج لا تتساوى حتى الآن، وسيقول عارفون إن السياسات ما زالت تختلف في خصوصيتها بين بلد خليجي وآخر، وسيقول عارفون آخرون إن أحلام وطموحات مجلس التعاون، والتي ما زالت تعيش في صدر المواطن الخليجي البسيط كأحلام فقط، ما زالت هي كذلك.

لكن مرت عقود.. والفرق يكبر.. هذا على الصعيد العام.. أما على الصعيد الخاص.. هنا، فالمسألة أعظم.. سعر كيلوغرام الأرز، من ذات الأرز، من ذات الماركة، هو الذي يختلف اختلافاً كلياً عن بقية دول الخليج.. نحن غير! ولا أعرف لماذا نحن غير؟ ليس في الأرز فقط، إنه مجرد نموذج. يقول العارف.. ما زال التضخم يلعب ألاعيبه في ظل انعدام المبررات!!