فتحت مكرمة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي أبواب الحياة من جديد إلى المواطنة السجينة (نورا) والتي نجحت الزميلة (الإمارات اليوم) في توصيل قضيتها إلى الرأي العام، وانعكاس ذلك على تبني الشيخ حمدان بن راشد تسديد المديونية البنكية التي على أساسها غابت المواطنة نورة عن الحياة وعن أسرتها خلف القضبان لأكثر من عامين. بالتأكيد لن نتصور فرحة نورة بهذا الانعتاق، ولن نتصور ما يعتلج بصدرها من أحاسيس ومشاعر، وأيضا لن نستطيع أن نستعيد معها تلك المرارة التي تدثرت بها وهي مقيدة الحرية بين أربعة جدران.

نتأمل هذه التجربة المريرة في حياة مواطنة مثلها، مثلما نتأمل ونعرف ونعلم عن مئات من القضايا التي سجنت فيها (البنوك) مقترضين تعثروا في سداد ديونهم. وفي هذا التأمل تتداعى الصور القديمة مثلما تحضر الصور الحاضرة..خصوصا ونحن نشاهد تلك التفاصيل الدقيقة التي ارتسمت على وجه (نورا) وهي تعبر بآخر خطواتها عتبة باب السجن.

فقضية القبضة الحديدية التي تمتلكها البنوك حيال متعثري السداد، أمر طولب بمعالجته وإيجاد حل له منذ أكثر من عقدين من الزمان، حينما طفت على السطح وللمرة الأولى مشاكل ومساوئ القروض البنكية، ووقوع العديد من الناس في شباكها.

 كانت ولا تزال ظاهرة، قضت على حرية الكثيرين.. فالبنوك تمارس نقيضين حادين تجاه هؤلاء الذين لا يجدون إلا أبوابها لتجاوز أزماتهم المالية اشد الفتك، حينما تضعهم أمام طائلة القانون وجها لوجه.. تؤمن البنوك على نفسها من المقترضين لدى شركات التأمين، وتضع شروطا ملتوية لا يفك أسرارها إلا المحامون المحنكون، وتتلاعب بشكل وصورة التعاقد على القروض وأساليبها، حتى لدرجة أن اللعبة تصل إلى ذروتها في حجم الخط الذي تكتب به البنود الجزائية التي لا يتسنى للمقترض الاطلاع على تفاصيلها بدقة، ويغفل الكثيرون عرضها على قانوني يقدم استشارة في مثل هذه التعاقدات، فالداخل إلى البنك وهو مدفوع بالحاجة إلى المال يستسلم كامل الاستسلام أمام تلك الإغراءات..

نورة فرحة بمكرمة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد التي فتحت لها أبواب الحياة من جديد، لكن ألا يحق لنا أن نقول لا نريد نورة أخرى ملقاة في غرفة مظلمة خلف الحياة؟