لنستمع إلى الشباب

كثير من الحكومات العربية اليوم، أغلب مسؤوليها من الجيل السابق، ممن يتمتعون بخبرة عملية جيدة وطويلة، ولكن يبدو ان فكر كثير من هؤلاء المسؤولين بات لا يصلح في العصر الراهن حيث جيل الشباب الذي أصبح فكره ونظرته أكثر تقدمية وسرعة من الجيل الماضي. بينما الشباب يريد التغيير في كثير من نواحي الحياة في بلاده، تغييرات تتواكب وروح العصر الذي يعيش فيه.

وتشكل نقلة كبيرة، لما ينتظره الشباب في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه مجتمعاتنا اليوم، خاصة مشكلة الباحثين عن عمل التي باتت تؤرق مجتمعاتنا وكبار مسؤولينا وحكوماتنا، فقد غاب الشباب عن اهتمام كبار المسؤولين في معظم دولنا العربية، الذين كان همهم الأكبر السياسات الخارجية ودعم أركان النظام الحاكم، مما أوجد فراغاً بين رؤى واحتياجات الشباب، ونظرة كبار المسؤولين وفكرهم.

ويتساءل كثير من الشباب في عدة دول عربية، لماذا قادتنا لا يجتمعون مع الشباب الذين هم عماد الأمة ومستقبلها، لماذا يتم تغييب الشباب، الذي يجب ان تؤخذ آراؤه للتعرف على توجهاته، وبماذا يفكر، وكيف يخطط لمستقبل بلاده، أو ما هي طموحاته، وكيف ينظر للأمور والمشاكل التي تواجهها بلاده؟

الحكومات والشعوب، تلعبان أدوارا تعتبر مكملة لبعضها، فالحكومة تقدم خدمات للشعب وتؤمن مستقبله، والمسؤولون أنفسهم جزء لا يتجزأ من الشعوب. وبالتالي لا يجب أن يتناسى المسؤول الشعب، وعليه أن يضع في اعتباره وبؤرة اهتمامه الشباب الذي يرى الأمور من منظار وزاوية أخرى حسب مستجدات العصر الذي يعيشه. ولعل هنا انفرادة يتفرد بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي يشارك الشباب أفكارهم ويتبادل معهم نقاشات محورية، يلتقي بهم مباشرة ويتواصل معهم عبر مختلف وسائل الإعلام.

ويعقد ندوات بحضور مكثف من الشباب، ويلقي محاضرات خاصة للشباب، وهذا أسلوب حضاري، قلما تجده اليوم عند قادة الدول العربية وحتى الأجنبية، كما هو لدى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لذلك زرع سموه في جيل الشباب الثقة وحب العمل والمبادرات الخلاقة التي تخدم المجتمع، وها هي مبادرات وإبداعات الشباب تساهم بشكل فعال في بناء دبي كمدينة حديثة، تضاهي مختلف المدن المتقدمة بل تتفوق عليها.

ذلك لأن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد دفع الشباب إلى القيادة وأفسح المجال لهم للعطاء، وأسس مراكز لإعداد وتأهيل القيادات الشابة، ولم يبخل سموه على الشباب بوقته الثمين، فجلس يستمع اليهم، واستمعوا منه لرؤاه وأفكاره التي تتقارب كثيراً مع أفكار الجيل الحالي من الشباب الذي يعيش عصر السرعة، وأتاح سموه لهم المجال لخدمة وطنهم والمشاركة السياسية، التي يجب ان تمثل مرحلة جديدة في العمل المستقبلي. فهل سنرى قادة عربا يمارسون دور الحوار مع جيل الشباب في قادم الأيام، أم ستظل الأفكار تضخ عبر فكر واحد يمثل فئة محدودة من كبار المسؤولين؟.

 

الأكثر مشاركة