تحت شعار «تمكين أجيال الغد» أقيم مؤتمر المعرفة، الذي ناقش نواحي عدة تدعو بمجملها للاستثمار في العقل البشري وترجمة أفكاره إلى واقع ملموس يطرح واقع المعرفة ويسعى لإنتاجها وتوطينها عبر الشباب الذي يعد الثروة الحقيقية لدى كل المجتمعات.

والوطن العربي تحديداً كان جوهر الحوارات لما تعانيه دولنا العربية من مكانة ثقافية مطموسة وابتكارات علمية ضئيلة وآداب وعلوم واختراعات بلا داعم، المؤتمر بمثابة المنصة والأساس الذي سترتكز عليه قوائم المعرفة، والاستعداد للعمل بجد لنشر المعرفة وطرح الوصايا والحلول للبدء في العمل على الاقتصاد المعرفي الذي سيعمل على تغذية عقول الشعوب الممتلئة بالأفكار المغلوطة والسلبية التي خلفتها عوامل التشريد والتخريب والفقر والفساد الإداري.

للمعرفة أهمية قصوى في المجتمع لتطويره وتنميته وحمايته من المخاطر الفكرية ومعوقات التنمية، فالمعرفة حقل تستثمر فيها العلوم والابتكارات وتجارب الدول الناجحة في خلق الثقافة والمعرفة واستهلاكها، فهناك نماذج عدة من الدول التي تعنى باقتصاد المعرفة كالدول الاسكندنافية واليابان وكوريا الجنوبية.

هذه الدول لم تكتفِ بالعوامل التقليدية في اقتصادها بل اتجهت لصناعة اقتصاد جديد يقوم على المعرفة يعود عليها بفائدة اقتصادية جيدة من مصادر معرفية متنوعة ساهمت بشكل واضح في خلق وظائف جديدة في عصر المعلومات والثورة الحاسوبية.

فعلى سبيل الأمثلة استهلاك التكنولوجيا والعمل على برامج الكمبيوتر، إنتاج مراكز للبحوث العلمية والجامعات ومؤسسات المعلومات كمراكز التوثيق ودور النشر والمكتبات، الاتجاه للمعرفة الفنية كالاختراعات والابتكارات والإبداعات مما يعني الاستثمار بشكل أساسي في رأس المال البشري الذي يعد القيمة الرئيسية في الاقتصاد المعرفي.

عوامل إنتاج الاقتصاد المعرفي متوافرة من حولنا، ولكن عدم استغلال تلك العوامل أدى إلى عدم تحرك الدول العربية للاهتمام بالمعرفة أو التفكير بتغيير الاقتصاد لمحاذاة الدول المتقدمة وبناء منصة علمية ومعرفية، يهتم بها أو يعمل ضمن منظومتها الشباب العربي لتحصينه وتطويقه بتيجان العلم والتفكير القويم.

فكان مؤتمر المعرفة الأول كالهبة التي تبشر بإنقاذ العالم العربي من الكوارث الثقافية المتدهورة في مجتمعاتنا، حيث تلاقت عقول النخبة من المفكرين والعلماء العرب والأجانب في هذا الملتقى العلمي لتطرح قضاياها وتضع حلولها لاستثمار المعرفة الموجودة لتوطين وخلق معرفة محلية ننشرها ونعمل على تمويلها في المدى البعيد.