وجدت مشاركة السودان، إلى جانب أشقائه في عاصفة الحزم ترحيباً حاراً من غالبية الشعب السوداني على اختلاف ألوان طيفه السياسي، وذلك إيماناً منه بأهمية المعركة والوقوف في وجه طموحات إقليمية كبيرة، التي تستخدم كل أنواع الكروت السياسية للتوسع علي حساب الأمة العربية. مع اختلاف الكثير من أبناء الشعب السوداني مع المؤتمر الوطني الحاكم، سابقاً، ولكن عند وقوفه مع الأمة العربية في وجه التمدد الإيراني، الذي يحاول الاستحواذ كذلك على أراض في السودان من خلال المراكز الثقافية، التي أغلقت منذ فترة زمنية ليست طويلة.
وقف السودانيون صفاً واحداً يؤيدون الرئيس البشير في قراره ومشاركته في الحلف العربي والإسلامي ضد الحوثيين في اليمن، الذين يريدون الانقضاض على الرئيس الشرعي وكل مكونات المجتمع اليمني، الذي ارتضى بالحوار والديمقراطية، واختار رئيساً عبر صناديق الانتخابات أجمع عليه الجميع ومن أجل مصلحة اليمن. الوقوف والاصطفاف إلى جانب دول مجلس التعاون الخليجي التي أسهمت مراراً في دعم الشعب السوداني وفي مواقف عديدة وأنه آن الأوان الوقوف معها في وجه المخطط الإيراني الرامي إلى تحويل المنطقة إلى حلم إمبراطوري بعد التدخل في سوريا والعراق ولبنان، ولكن عاصفة الحزم التي وجدت ترحيباً دولياً وعربياً تؤكد أن هذه الأحلام لا يمكن أن تحقق في ظل وجود طموح عربي مشروع للشعوب العربية في حق الدفاع عن وحدتها وشرعيتها من دون السماح للغرب أو إيران بالتدخل في شؤونها فقد انتهى زمن الشجب والإدانة، والأمة العربية يجب أن تسير بخط حثيثة من أجل الأجيال المقبلة وعدم الرضوخ لحدوث سايكس بيكو جديدة. لا يوجد شخص في البسيطة يشجع الحرب والدمار، ولكن أحياناً الحرب خيار من الخيارات المهمة من أجل الحفاظ على المكتسبات والدفاع عن الأرض العربية وعاصفة الحزم جاءت بناء على طلب الرئيس اليمني الشرعي، الذي طالب دول مجلس التعاون الخليجي بالتدخل، وذلك بناء على اتفاقية اليمن قبل انقلاب الحوثيين وزمرتهم!
نطمح أن يكون هنالك برنامج «مارشال» لدعم وبناء اليمن الجديدة، بعد الانتهاء من عاصفة الحزم، والعمل من أجل بناء قوة عربية موحدة، تستطيع التدخل في أي قُطر عربي يواجه تهديد التفتيت أو يواجه طموحات دول أخرى تريد تفتيته.