لعبت التغيرات الجيوسياسية دورها، لتظهر أن الإمارات كانت بحق الرصيد والمخزون الاستراتيجي الحقيقي للعالم العربي، والإسلام الوسطي. هذا الدور، الذي تكشف في فترة حرجة من تاريخ العالم العربي، وباتت الإمارات لاعباً فاعلاً، ومؤثراً، ورمانة الميزان، لعودة الأمور لنصابها الصحيح.
وفي ما يتعلق بسوريا، أعلنت الإمارات بكل وضوح لا لبس فيه، أنها تقف بجانب الشعب السوري الحر، الذي لم يكن يصبو إلا إلى تغيرات سلمية حرة، بعيدة عن الاختيارات العقائدية الموالية لأنظمة أخرى، وتمكين الشعب السوري من وضع أسس سياسية لاختياراته، بعيدة عن الأسس المذهبية والعقائدية، التي باتت تهدد العديد من الدول العربية. وهي في سبيل ذلك تعلنها مجلجلة أنها مع اختيارات الشعب السوري في كل الأروقة والمنتديات والمنظمات الدولية والإقليمية.
وتساعد الإمارات اليمن على تحقيق مكتسبات الشعب اليمني، بعد قيامه بثورته ضد نظام علي عبد الله صالح، وتدعم الشرعية، وتعمل القيادة الإماراتية على الحيلولة دون تحويل اليمن إلى يمن غير عربي، وهو أصل العروبة والإسلام، فقامت الإمارات بتحمل مسؤولياتها العسكرية مع شقيقاتها المملكة العربية السعودية، وبعض الدول العربية الأخرى، لتقف ضد تقسيم الدولة الوطنية اليمنية، وسيطرة فئة موالية لنظام الملالي على مقدرات ومكتسبات الثورة اليمنية، كما لم تدخر الإمارات جهداً في تقديم كل أشكال الدعم الاقتصادي والإنساني للأشقاء اليمنيين، الذين تضرروا من انقلاب الحوثيين على الشرعية في اليمن.
وعلى الصعيد الدبلوماسي حققت الدبلوماسية الخليجية وبمشاركة إماراتية، نجاحاً باهراً، بعد أن استطاعت أن تمرر قراراً دولياً من مجلس الأمن، بشأن اليمن، وفرض الحصار على الحوثيين دون اعتراض من أي دولة من الدول الأعضاء بمجلس الأمن.