بالنظر إلى الدور القوي الذي تلعبه وسائل الإعلام في العصر الحالي، وتأثيرها على المستويين الداخلي والخارجي، قد يكون من المجدي النظر إلى مكانة ودور وسائل الإعلام الفلسطينية، لا سيما بالنظر إلى الدور المنوط بها مقارنة بدور الإعلام الإسرائيلي..

وهذا الأخير يحرّكه ثقل الحركة الصهيونية وتأثيرها على وسائل الإعلام العالمية، ومنها على سبيل المثال أن اليهود يسيطرون على 50% من وسائل دور النشر والطباعة، فضلاً عن دور جماعة «إيباك»، وهي جماعة الضغط الأساسية في الولايات المتحدة.

وفي حوار مع الدكتور مصطفى البرغوثي في منتدى دبي للإعلام في دورته الرابعة عشرة، قال إن الإعلام المحلي يغطي كل شيء في فلسطين.

لكن التحدي يتمثل في عكس ما يجري داخلياً على المستويين العالمي والغربي، مشيراً إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي هي أهم ما يعتمد عليه الفلسطينيون في الداخل، وأنها أقوى من الإعلام الرسمي، وربما يبدو ذلك واقعياً جداً بالنظر إلى حجم ما تتناقله الحراكات الشبابية من أخبار على تلك الوسائل، متفاعلة مع العالم الغربي في أدق تفاصيل ما يجري في الحراكات الشبابية على تنوعها.

التحدي الذي يواجهه الإعلام الرسمي من وجهة نظر البرغوثي يتمثل أيضاً في افتقاره إلى التعددية والتنوع واستخدام أساليب عصرية في المخاطبة، عدا عن استخدامه اللغات الأجنبية، مشيراً إلى أنه لن يتمكن من تغيير هذه الحال إلا إذا غير أسلوبه، ولفت قائلاً إنه في عام 2007 كانت هناك حكومة وحدة وطنية وكان الإعلام الرسمي مؤثراً..

حيث كانت له رسالة يومية بكل اللغات ويغطي 3 مؤتمرات أسبوعياً، تُرسل موادها لكل السفارات، ما يعكس حجم وتأثير ترتيب الوضع السياسي على قوة الرسالة الإعلامية، وقال أخيراً إن مواجهة ماكنة الإعلام الإسرائيلية الهائلة ممكنة بوجود استراتيجية معاصرة، موجهاً كلامه إلى منظمة التحرير الفلسطينية.