لا تقترن الانجازات البشرية والحضارية والانسانية إلا بأهل الطلائع والعزائم، وفي دولة الخير والعطاء الدولة التي اقترنت باسم زايد وأنجاله لا تشرق الشمس إلا وقد أنارت ربوع البلاد بمشروع جديد يزيد من وابل خيره على الشعب ليكونوا في طليعة الاهتمام والاولوية التي توليهم اياها الحكومة الموقرة.

ومنذ أيام قليلة تم الإعلان عن افتتاح مسجد المغفور له باذن الله تعالى الوالد الراحل زايد بن سلطان آل نهيان، في منطقة الزعاب في أبوظبي حيث يتسع لثلاثة آلاف مصل ، ويضم أكبر مركز لتحفيظ القرآن الكريم عالميا ومركزاً للإفتاء سيشغله الخيرة من أهل الاختصاص والعلم ورجال الدين المعتدلين تحت اشراف الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف.

هذا الجهد الكبير في إتمام هذا المشروع يأتي كدلالة بارزة على التوجة الأمثل للحكومة في ترسيخ دعائم الدين الاسلامي الحنيف المعتدل وتعاليمه العظيمة المتجلية في أوجه العبادة والتضرع، كما يبرز دور القيادة وحرصها على زيادة عدد بيوت الله وتعظيمها في أرجاء الوطن بل وجعلها متكاملة وشاملة تيسيرا وتسهيلا للمقبلين على العبادات ونيل الخير والثواب.

بناء المساجد وتوسيع أحجامها ومدها بمختلف الأنشطة تبلغ من الأهمية الكثير في عصرنا الحالي المليء بالدخلاء ومشوهي هذا الدين وتعاليم الجلية.

للمساجد أدوار مؤثرة وبارزة قيمة في التكافل الاجتماعي وتأصير روابط المجتمع وتقويتها، كما يقوم بدور التعليم والتربية والإرشاد الصحيح، فالأنشطة الدينية التي تزود بها المساجد تثري من وظائفها التي لا تقتصر فقط على الصلاة.

وقد حرصت القيادة الرشيدة على توافر المساجد المهيأة بكافة الاحتياجات واللوازم لنشر قيم الاسلام الغنية وتوعية المجتمع بالمخاطر التي يشنها أعداء الدين على الدين نفسه تفادياً لحدوث الصدام في الاستيعاب والفهم وحفظ الشباب والمجتمع من الانزلاقات الخطرة.

النهضة الشاملة التي تمتاز بها مساجد الدولة تعكس النفوس السخية التي عرفت بها قيادة الإمارات في منحها العناية التامة لتعمير بيوت الله وخدمتها على أتم الأوجه.