في مشهد يدمي القلوب، ودعت الإمارات 45 أميناً ومخلصاً، لبّوا نداء قياداتهم، وسمعوا صراخ النائحة وبكاء اليتيم، ونظروا لدموع الأرامل، فشدوا من عزائمهم وقوّوا من هممهم، ليجابهوا مخاطر الموت، ويردعوا الجبان من تشويه الحياة على أرض العرب وتدنيسها ببصمات الخيانة والغدر والطغيان.

شهداؤنا رجال الإمارات صنعوا أعظم علامة التعاضد مع قيادتهم في رسم خريطة التعاون، وتمهيد دروب النصر والسلام في أرض اليمن العربية الشقيقة، فرجال الإمارات المخلصين الذين ودعوا أرضهم وداعاً أبدياً رووا بذلك الرحيل أتربة اليمن بدماء طاهرة ستضخ بالحياة في جذور الأرض.

شهداؤنا الأشاوس عرفوا بصدق نواياهم وبسالتهم التي توارثوها أباً عن جد في كفاية المحتاج، ومعاونة المستضعف، فكيف به الحال إذا ما كان الكسير أخاً وقريباً وجاراً يستنجد بالحياة، ويطلبها من يد الإماراتي! هل لنا أن نصف حجم الهمم من رجالنا لجل مطالب اليمنيين المستضعفين، الذين دمرتهم ميليشيات العفاشي، والحوثي، والإيراني؟

شهداؤنا من تعاظمت أجسادهم في سياق الشرف والنزاهة، واستقرت أرواحهم في منزلة الأبرار، ونالوا الشهادة، التي جميعنا نغبطهم عليها ويعجز عن نيلها حوثي كسير جبان وأحمق مارس الظلم، والسطوة على أبناء جلدته، فمن ولد على ولاء خارجي لن يمتنع من تلويث بيئته، وسيتعالى صخبه تلبيتا لنداءات لا تضمر إلا الدمار لوطنه وعرضه!

شهداؤنا أسسوا منهجاً وطنياً، يضاف لمناهج الولاء والإخلاص للدين أولاً، ثم الوطن والقيادة، الحماسة نراها في شباب الوطن، حيث تعالت مطالباتهم من الحكومة بضمهم قوات التحالف لاقتفاء الأثر الطيب في تخليص العدوان، ودحره من حدود الوطن والخليج والمنطقة العربية.

شهداؤنا زادوا وعي الشعوب بالخطر المدقع، وحركوا قوافل الدفاع ومنشآت السلامة لأرض اليمن، تكاتفت بشهادتهم جهود الأمة وقياداتها وشعوبها، نعم هذا إنجاز بحد ذاته أن تجمع الأمة على رأي واحد، وهدف واحد، ونية مخلصة واحدة، فالحق لا يمكن أن يكون مخفياً والحقيقة لا بد أن تتضح.

شهداؤنا الراحلون ستظل مكانتهم في الأعالي، وستظل ملامحهم مطبوعة في كل زاوية من إمارات الوطن، لأن الموت على مبدأ لا ينسى!