اللاجئون الهاربون من الشرق الأوسط إلى أوروبا، قضية غاية في الخطورة، وتثير أسئلة كثيرة، أخطر هذه الأسئلة وأهمها هو «لماذا إلى أوروبا؟»
وليس إلى دول مجاورة أقرب وأسهل في الاستقبال وفي الظروف المشتركة مثل الدين واللغة والعادات والتقاليد وغيرها، وهل يساوي رغد العيش «المزعوم» ومناخ الحرية والديمقراطية في أوروبا أن يضحي الإنسان بحياته وأهله ويواجه كل هذه المخاطر ويعبر الحواجز المائية والبرية؟ ومن أين يأتون هكذا جماعات، ومن يوجههم للطريق، هل معقول أن يخرج الإنسان من بيته بعائلته ومتاعه، متوجها مباشرة إلى أوروبا؟، ولماذا ظهرت هذه الحشود من اللاجئين الآن بالتحديد ولم تظهر من قبل؟
المسألة على ما يبدو موجهة من قبل جهات خفية لها أهدافها الخاصة، وهذا ما صرحت به عدة جهات، ولدى الأوروبيين الحق في مخاوفهم وردود فعلهم، حتى وإن بدت غير إنسانية لدى البعض، حيث باتت تجمعات اللاجئين في أي مكان بؤراً خطيرة تستغلها التنظيمات الإرهابية لتجنيد أعضاء جدد للعمل معها، ووراء هذه التنظيمات جهات دولية كبيرة تحركها وتمولها وتوجهها لتنفيذ مخططاتها، وهذه حقيقة باتت واضحة للجميع.
لقد حذرت موسكو من زحف اللاجئين من الشرق الأوسط إلى أوروبا، وشبهتهم بحصان طروادة الذي يحمل داخله الخطر الأكبر على أمن أوروبا، وتساءل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «لماذا لا تتحمل الولايات المتحدة مسؤوليتها تجاه هؤلاء اللاجئين، وهي التي كانت وراء هروبهم من أوطانهم التي زرعت هي الحرب والدمار فيها؟».
واشنطن تطالب الأوروبيين وغيرهم باستقبال اللاجئين وإيوائهم، أما هي فلا تستقبلهم، رغم أنها تستقبل سنوياً خمسين ألف أجنبي يحصلون على الجنسية الأميركية بالقرعة، ولديها منظومة كبيرة وقوية لاستيعاب عشرات الآلاف من اللاجئين، لكنها تمتنع عن هؤلاء القادمين من الشرق الأوسط، ربما، كما يقول البعض، لأنها هي التي توجههم نحو أوروبا، وهذا ما يقوله الروس من أن واشنطن تستعد لنشر الإرهاب والحروب في أوروبا، وما تفعله في أوكرانيا يؤكد هذا التوجه، والحكومات الأوروبية تعلم ذلك، لكنها لا تجرؤ على مواجهة واشنطن واتهامها.