مسيرة الإعلام الخليجي حافلة بالتغييرات والسعي نحو المراكز المتقدمة من حيث التعاون والمصداقية والشفافية وتحري المعلومة في برامجها الإعلامية، وهذا ما حرص عليه وزراء الإعلام الخليجيون والمسؤولون في هذه المنظومة. ما أراه حقاً أن الإعلام الخليجي يأخذ بصورة جلية طابع القوقعة مع المحيط الذي يعيشه والبيئة التي يسكنها، وهذا يعني أن الإعلام الخليجي يبني آراءه وتوجهاته وماهيته بمفرده في أغلب الأحيان من دون مشاركة الدول المجاورة، والعمل معها على تحقيق تنمية متواصلة وارتقاء إعلامي ضمن توجه خليجي واحد واضح يسير على سياسة موحدة تخدم مصالح الشعوب الخليجية، وتدحر العدوان الإعلامي، والحرب الخارجية على شبابه ومجتمعه، حيث إن البعض يسير على منهج مغاير تماماً ونقيض للتطلعات الخليجية والآمال التي نضعها على إعلامنا والمسؤولين القائمين على إدارته، فكم هي الإساءات التي يتراشقها بعض الإعلاميين ويدسونها بين السطور ويتعمدونها بتأكيد، حيث إن الإعلام الجديد لم يترك للنوايا محبساً ومسكناً فكل ما يجول في الخاطر تكشفه الكتابات والصور؟!

إعلامنا الخليجي لا يرقى للمستوى المطلوب والمفروض، فالبعض حقيقة لا يعمل وفق الاستراتيجية الإعلامية، التي تضم مبادئ وأخلاقيات التعاون وخلق مساحات فضفاضة في ما بينهم تقوم على مبدأ الوحدة والتراص والصمود أمام المتغيرات التي تجتاح المنطقة بعنوة، فالإعلام مسؤولية مشتركة بين المجتمعات فكيف أن كانت هذه المجتمعات تربطها هوية مشتركة تعكس فكرها ورغباتها وآمالها في ترسيخ هذه الهوية الخليجية العربية والإسلامية، التي تضم شعوب الخليج العربي كافة.

الإعلام الخليجي يحمل مسؤولية كبيرة على عاتقه من دعم مسيرة الإخاء والاستقرار والانسجام بين مكونات الشعوب هذه، فما أحوجنا اليوم لإعلام موحد منبثق من رؤية متحدة تهدف إلى زيادة الوعي المجتمعي في كل المجالات والعمل على تنمية علاقات الشعوب مع بعضها بعضاً، وتعزيز مسيرة التقدم والتعاون، ضمن الشراكة والتنسيق الجيد مع كل مؤسسات المجتمع المدني وتمثيلهم بمخرجات تتسم بالموضوعية، وتجنب المحاباة والتحيز لأطراف دون أخرى، فالعمل الإعلامي الناجح له دور كبير جداً في صناعة المستقبل.

دولنا الخليجية بحاجة إلى إعلام مسؤول وموحد يسير على نهج واحد يحمي أمننا اجتماعياً وثقافياً من أسهم الإعلام الخارجي.