في ذكرى حرب أكتوبر، يطل سؤال مهم: هل بقي شيء من أسرار هذه الحرب المجيدة لم يكشف النقاب عنه، بعد مرور هذه السنوات على اندلاع الحرب، وهل لا تزال هناك دروس يمكن الاستفادة من وقائعها؟
الإجابة عن هذا السؤال ليست لنا، وإنما هي لتوم كوبر، وحشد من الكتاب والمؤلفين والخبراء، الذين وقفوا وراء كتاب «طائرات الميغ العربية»، الذي يصدر الجزء الثاني من المجلد السادس منه في 256 صفحة، عن دار هاربيا للنشر، باللغة الإنجليزية.
هذا الكتاب، بأجزائه العديدة، يواصل تغطية العمليات التي قامت بها أسلحة الطيران العربية خلال حرب أكتوبر ضد إسرائيل.
ويستمد هذا الكتاب – الموسوعة، أهميته، من أنه يحشد جهوداً بحثية، استمرت على امتداد أكثر من أربعين عاماً، وشملت مقابلات ومناقشة معارك الطيران بالتفصيل مع الطيارين والفنيين والمشاركين، وشهود العيان في الجانب الجوي من هذه الحرب.
والمؤلفون يقدمون لنا رؤية متكاملة للصراع، من منظور العمليات الجوية، ودروساً لا حصر لها، تم تعلمها من أداء طائرات الميغ العربية خلال الحرب.
يتاح للقارئ، عبر صفحات هذا الكتاب، للمرة الأولى، أن يتابع تحليلاً دقيقاً لكل ما طرح حول دور الطيران في حرب أكتوبر، حيث تؤكد الوثائق، أن دور المقاتل العربي كانت لها أولوية كبيرة، تتجاوز دور التقنية وأداء الطائرات.
ولا بد من التوقف عند حقيقة أساسية يطرحها الكتاب، وهي أن حرب أكتوبر، كانت واحدة من أفضل الأمثلة على الأهمية المتزايدة للحرب الإلكترونية والطائرات الموجهة في ميادين المعارك الحديثة.
وتتكامل أهمية هذا الكتاب، في إبراز بطولات المقاتل العربي من خلال 300 صورة وخريطة ورسم معلوماتي، تصور مختلف جوانب حرب أكتوبر من منظورها الجوي، فلعل الأجيال العربية تتابع هذا كله، أو بعضاً منه، لأن من يغِب عنهم التاريخ، يضِع من أيديهم المستقبل.