البعض يتساءل، لماذا تصمت واشنطن عما تفعله روسيا، ولا ترد عليها بالقوة، عندما تستخدم روسيا القوة، هل هي خائفة منها، أم أنها تتركها لتستنفد قوتها؟

لقد صمتت واشنطن عندما دخلت روسيا بجيشها أراضي جورجيا في أغسطس عام 2008، وكانت على بعد أقل من مئة كيلومتر من القاعدة العسكرية الأميركية هناك، وظلت هناك أسبوعاً، لم تتحرك فيه واشنطن للدفاع عن جورجيا، ولم تفعل شيئاً واشنطن عندما استردت روسيا القرم من أوكرانيا، ولم تفعل شيئاً عندما شنت روسيا حملتها الجوية على الإرهابيين في سوريا.

الواقع، الذي ربما لا يصدقه البعض، أن روسيا باتت متفوقة على الولايات المتحدة، بل وعلى الغرب كله، عسكرياً، وخاصة في تكتيك الحرب الإلكترونية، التي هي من أخطر الحروب الآن، وهذا باعتراف الأميركيين أنفسهم.

الجنرال بين خوجيس قائد قوات الناتو البرية في أوروبا، في حديث له نشرته «Defense News»، قال إن الأميركيين يجهلون قدرات روسيا الفعلية في خوض الحرب الإلكترونية. وأضاف أن قدرات الجيش الروسي في هذا المجال مذهلة، إذ يمتلك تشكيلات خاصة تعنى بإدارة الحرب الإلكترونية، وأن التشكيلات الروسية هذه، قادرة على تعطيل شبكات اتصال قيادات العمليات وإدارة القوات المعادية.

لوري باكهوت الرئيس السابق لدائرة الحرب الإلكترونية لدى القوات البرية الأميركية، يقول «لدينا استخبارات جيدة، وباستطاعتنا التنصت على مدار الساعة، إلا أن قدراتنا في تعطيل اتصالات العدو لا تساوي 10 % مما لدى الجيش الروسي في هذا المجال».

مجلة «شبيغل» الألمانية، كتبت الجمعة الماضية تقول «الجيش الروسي هو الأكثر قوة في أوروبا، وهو أقوى من جميع جيوش الاتحاد الأوروبي مجتمعة».

روسيا لا يهمها كثيراً الاعتراف بتفوقها العسكري على الآخرين، يهمها فقط احترام مصالحها، والتخلي عن أوهام النفوذ والهيمنة والغرور المفسد، الذي دفع الرئيس الروسي بوتين، أن يكتب مقال لصحيفة نيويورك تايمز، ينتقد فيه الرئيس أوباما، عندما قال: «نحن دولة استثنائية»، وقال بوتين، إن الدولة التي تشعر بالاستثنائية، يصعب التعامل معها.