وجود القضايا في المجتمعات لا يترجم خصائصها، فلكل مجتمع مسار تطور تاريخي وإطار ثقافي يجعله في موضع تباين مع الآخر كأوضاعه العامة المختلفة أو تحدياته المدنية، القانونية أو التشريعية التي تتواجد في كل بلد على حده.

الإلحاد أصبح أزمة مخيفة تتطلب تحري أسبابها ومعالجتها بطرق مُثلى، عدم الإيمان بوجود الخالق هو أسوأ ما قد يشعر به من اختار حياته بلا هوية أو تعرفة ذاتية، واستراتيجيات التعامل مع هذه القضية تعتبر مسؤولية جماعية للتصدي لفكرها الأجوف الذي يصارع تقبل منطق وفكرة وجود الله..

وهذا ما شهدناه في عالمنا الواقعي والافتراضي على حد سواء، فمساحات التعبير في مواقع التواصل الاجتماعي فضفاضة وبلا قيود تُكبّل صاحب الفكر الإلحادي، فنجده يمارس قدراته التعبيرية من إهانة للذات الإلهية واستهزاء بتعاليم الدين وتفاسير الآيات المنزلة بلا خوف أو حياء والسبب الرئيس خلف تلك الجرأة يكمن في التخفي خلف ألقاب وهمية والشعور بالراحة في قول ونشر ما يرغبه.

ومن خلال تواجدي الدائم في هذه المواقع أتساءل عن مراكز الرصد المخصصة لمثل كتاباتهم وجهات الأمن المخولة لفض تجمعاتهم بما أنها تناقض قوانين الدولة وتتعمد الازدراء والانتقاص من عقيدتنا المنزهة وفكرنا القويم، وتحاول إغواء المجتمع وجذبه إليهم بطرق رخيصة واستغلال صاخب لهذه المساحات التي بحاجة لإجراءات قاطعة تلزمهم على معرفة مسؤولياتهم وتبين لهم رفض السلطات الكبرى والأمنية والمجتمع ذاته لمثل هذه المهاترات الزهيدة، فما يمس الذات الإلهية والعقيدة وكافة متعلقاتها يعتبر دعوة صريحة للكراهية..

وأن استخدام السب كلغة تواصل لا أخلاقية مرفوض مع كل من يشجب لمثل مآلاتهم غير المنطقية. والأسباب الدافعة للإلحاد مختلفة تدور حول عوامل نفسية، اقتصادية، اجتماعية والكثير يحددها أهل الاختصاص، ولو نظرنا لحال أمتنا فإن شناعة استخدام الدين للصالح الشخصي ورّثت سبل إقناع يستخدمونها لتشويه هذا الدين وربّه البريئين من ادعاءاتهم، ونحن دورنا يتعاظم في حفظ هويتنا الإسلامية التي بحاجة لدعاة لمعالجة الفكر وتوحيد الخطاب الديني في أطر معتدلة والدأب لدرأ الشقاق العميق في نفسية الملحدين، الجانب الأحوج للمعالجة نتيجة لهيمنة السلبية والانحراف الفكري على العقل والنفس والتي ربما يتغاضى عنها أو يجهلها الكثير.