بعث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في كلمته التي ألقاها في افتتاح مشروع تطوير منطقة شرق بورسعيد، أخيراً، بمجموعة بالغة الأهمية من الرسائل والإشارات، التي تستحق التوقف عندها طويلاً، وتأملها، ورصد ردود الأفعال التي ترتبت عليها.
ربما كانت الرسائل الأولى موجهة إلى أولئك الذين وصفهم السيسي بأنهم لا يريدون أن يبنوا ولا يدعوا غيرهم يبني، لأنهم لا يستطيعون إلا الهدم. وقوام هذه الرسالة واضح وصريح ومحدد، ومفاده أن مصر لا تسمح لأحد بأن يعرقل مسيرتها في طريق البناء والتنمية، كائناً ما كان.
الرسالة الثانية، لم تقل وضوحاً عن سابقتها، ووجهت إلى المستثمرين ورجال الأعمال، وجوهرها أن عليهم أن يمضوا في العمل على أرض مصر، وأنه ما من جهة يمكن أن تعرقل مسيرتهم، وكل تعامل معهم سيأتي في إطار القانون.
الرسالة الثالثة، موجهة إلى الشعب المصري نفسه، وفحواها أن أرض مصر تشهد العديد من المشروعات العملاقة، التي يجري العمل في تنفيذها في صمت، يتصدرها إنشاء مجموعة مطارات في وقت واحد، واستزراع مليون ونصف مليون فدان في واحة الفرافرة.
وإلى جوار هذه الرسائل، نلمح إشارات تكررت أكثر من مرة، وكان يتعين إدراكها، لكن عدم حدوث ذلك، هو الذي يدفع إلى التكرار.
من هذه الإشارات، ما وجه إلى الإعلاميين، ومفاده، ضرورة مبادرتهم إلى إلقاء الضوء على مشروعات التنمية الكبرى التي تنفذها مصر، دون أن يعلم أحد شيئاً عنها.
وهناك إشارة مهمة إلى التجار، الذين بدؤوا يستجيبون للمطالبة بأن تكون أسعار المواد الغذائية الخاصة بالشرائح الاجتماعية محدودة الدخل، في نطاق ما يستطيعون احتماله والتعامل معه.
بقي أن نتابع الاستجابات لهذه الرسائل والإشارات، التي نأمل أن تكون على مستوى المرحلة وتحدياتها.