فتحت توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بإعلان 2016 عاماً للقراءة، المجال واسعاً للمضي قدماً في تطبيق العديد من الأفكار والمبادرات والمقترحات المبتكرة التي من شأنها أن تحقق قفزة كبرى في عالم القراءة الذي طالما اعتنت به الدولة، وحرصت على تطويره.
ومن المهم حقاً تأكيد أن تنفيذ هذه التوجيهات ينبغي أن يحلق عالياً، ليس انطلاقاً من مقترحات تقليدية، وإنما من مبادرات تعكس روح الابتكار والجدة والحرص على الاستعانة بأحدث التجارب العالمية وأكثرها إيجابية وعطاء.
دعنا نتذكر في هذا الصدد، ابتداءً، أن القراءة الإبداعية ليست إلا الوجه الآخر للكتابة الإبداعية، ومن هنا فقد يكون من المهم أن يرتبط عام 2016 بإعطاء دفعة كبرى للكتابة الإبداعية في الإمارات.
في هذا الإطار، نتطلع إلى قيام الوزارات المعنية بابتعاث أبرز كتاب الإمارات ومبدعيها الذين يتقنون اللغة الإنجليزية، للاستفادة من أبرز ملامح الكتابة الإبداعية على مستوى العالم، وفي مقدمتها برنامج أيوا في الولايات المتحدة، وبرنامج إيست أنجيليا في بريطانيا، وقد قامت دول عربية بتنفيذ هذه الخطوة، أحدثها الكويت، وحققت نتائج مميزة حقاً.
وإذا شئنا الاستفادة من تجربة مميزة في عالم القراءة، بصفة خاصة في سنوات الطفولة الأولى، فقد يكون من المناسب التعاون في هذا الصدد مع مؤسسة اليابان التي تعد الذراع الثقافية المتخصصة في التعاون بين الحكومة اليابانية والمؤسسات الثقافية على امتداد العالم.
لا ينبغي أن يفوت الإمارات الاستفادة من برامج توفير مواد القراءة إلكترونياً عبر العالم، والتي تنفذها جامعات مثل بريتش كولومبيا في كندا وهاواي في الولايات المتحدة، حيث تتيح توفير المصادر للباحثين والدارسين من أي مكان في العالم في فترات قصيرة للغاية، وعبر وسائط إلكترونية فائقة السرعة.
وتتعدد الأفكار التي يمكن تطبيقها في هذا الصدد مع انطلاق عام القراءة، والمهم أن تتحقق منها أكبر حصيلة ممكنة، بما يحقق جوهر التوجيهات في هذا الصدد.