تعرف دولة الإمارات كيف تدير ملفاتها الخارجية، تحفظ خريطة العالم جيداً، وتدرك مواطن الضعف والقوة، تجيد الحوار والتفاوض، وتبحث عن نقاط التقاء مع الدول كافة، لتكوين صداقات وشراكات تصب في صالح اقتصادها ورفاهية شعبها، وهي سياسة فعالة ومتوازنة، وضع لبنتها مؤسس الدولة، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
تصريحات معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، حول ضرورة تجاوز الخلاف التركي الإماراتي، مبنية على قراءة عميقة لمستجدات وقضايا المنطقة، وعلى رأسها الأزمة السورية ومحاربة «داعش».
معاليه أكد أن العلاقات الطيبة والإيجابية مع أنقرة، هي ما ننشده، والأساس احترام الشأن العربي، من خلال مبدأي السيادة وعدم التدخل، مبيناً أن الخلاف التركي الإماراتي حول التطورات المصرية، آن الأوان لتجاوزه، فالمنطقة لا تتحمل مثل هذه الخلافات.
العلاقات الطيبة بين الإمارات وتركيا، ربما تؤسس لشراكة وثيقة بين مجلس التعاون الخليجي وأنقرة، وهو ما يسهم في حسم قضايا كثيرة معلقة في المنطقة، ويعيد الحسابات في قضايا أخرى، وربما تدفع مصر وتركيا إلى تخطي مرحلة الخلافات التي بدأت مع رحيل الإخوان عن الحكم، إلى مرحلة أخرى، قوامها التنسيق المشترك لمواجهة التحديات التي تعصف بهذا الجزء الملتهب من العالم.
تركيا ذكية بما يكفي، لمعرفة دور مصر المحوري في المنطقة، وحجمها إقليمياً ودولياً، وحتماً، أدركت خلال فترة الخلاف التي تجاوزت عامها الثاني، قوة النفوذ المصري، والقاهرة أيضاً تحتاج إلى علاقات طيبة مع الدول كافة، لما فيه مصلحتها اقتصادياً واستراتيجياً، وهو ما يدعو إلى تقارب البلدين، إن عاجلاً أو آجلاً.
يبقى معرفة أن سياسة المصالح، هي التي تحكم علاقات الدول، والمرحلة الآنية في منطقتنا العربية، تحتاج ترابطاً عربياً عربياً، وعربياً إسلامياً، لتجاوز ما تضمره قوى الشر لبلادنا وشعوبنا، وما يُحاك للإيقاع بنا في براثن الفوضى والإرهاب والدمار.. حفظ الله أمتنا من كل شر.