مع انطلاق فعاليات عام القراءة، يبرز سؤال على جانب كبير من الأهمية، أليس من الضروري قبل أن نقرأ أن نمد جسور الحوار مع هؤلاء الذين نقرأ لهم؟
الرد الفوري، الذي يرد على الذهن في معرض الإجابة عن هذا السؤال هو: بلى، ولكن كيف؟
لقد طرحت إجابات عديدة، نعرف أن أبرزها اللقاءات بين القراء والكتاب في معارض الكتب، ومهرجانات من قبيل مهرجان طيران الإمارات للآداب.
هذا مهم بالتأكيد، ولكنه في اعتقادي ليس كافياً، ومن هنا أتصور ضرورة إجراء حوارات معمقة، عبر أجهزة الإعلام، مع أبرز الكتاب، الذين يتحمس لهم القراء على اختلاف اتجاهاتهم في الإمارات.
دعنا نتذكر في هذا الصدد الحوارات المعمقة التي تجريها قنوات هيئة الإذاعة البريطانية مع كبار الكتاب العالميين، التي يسود الإجماع على قيمتها الرفيعة، وفائدتها الكبيرة للمشاهدين والقراء.
أعتقد أن الأوان قد آن لكي نشاهد هذه النوعية من البرامج، التي تلقي الضوء على عالم كبار الكتاب واهتماماتهم، وآفاق إبداعهم وأسرار صياغتهم عالمهم الإبداعي.
من المهم هنا أن نشير إلى نموذج عالمي، له فرادته وقدرته الهائلة على الاستقطاب، وهو الروائي الياباني كينزابورو أوي، الفائز بجائزة نوبل للأدب، الذي تحرص كبرى قنوات التلفزيون اليابانية، والعالمية على إجراء حوارات معمقة معه.
ويلفت نظرنا أنه في حوار أخير أجري معه، أشار أوي إلى عمق صلته بالمفكر الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد، ونتوقف عند دعوته لعدم التوسع في توظيف الطاقة النووية، في ضوء كارثة فوكوشيما في اليابان.
أعتقد أن مثل هذه الحوارات تشكل البداية الصحيحة لعالم القراءة، وخاصة بالنسبة للأجيال الشابة، التي تطرق أبواب عالم المعرفة بمزيد من الحماس، فلعلنا نبادر إلى الانطلاق بها.