وقف الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، متابعاً حريق «فندق العنوان داون تاون» عبر شاشة كبيرة داخل غرفة العمليات في مركز إدارة القيادة والسيطرة بشرطة دبي، الهدوء كان رسالة إلى الجميع مفادها: اطمئنوا وواصلوا الاحتفالات بالعام الجديد، لدينا جاهزية كاملة للتعامل مع الطوارئ مهما بلغ حجمها.

رسالة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد، كانت قد وصلت إلى الجماهير المحتشدة في دبي للاحتفال بالعام الجديد عبر خدمات استثنائية قدمتها إدارات وزارة الداخلية للمقيمين على أرض الإمارات، كفلت لهم حياة آمنة ومستقرة في عالم يضج بالتوتر والفوضى وانعدام الأمن، ورسخت لديهم ثقة كاملة في احترافية الأجهزة الأمنية الإماراتية، وقدرتها على التدخل السريع.

المشهد أدهش وسائل الإعلام كلها من حيث الثبات والثقة، فلا هرولة ولا ذعر للمحتفلين مع وجود فرق متخصصة مدربة على الاحتواء والسيطرة والإنقاذ، تعمل وفق منظومة بمعايير عالمية تضع سلامة الإنسان أولوية.

ظلت الحشود تنتظر أضخم عرض للألعاب النارية في العالم، لم تراودها لحظة شك في أن دبي يمكن أن تلغي احتفالاتها تأثراً بالحريق، وكانت الإمارة عند حسن الظن..

حيث انطلقت العروض في موعدها من برج خليفة لتمتد بمسافة 23 كيلومتراً على طول سواحل المدينة وصولاً إلى ذا بيتش، لتشكل عرضاً متتالياً ومتتابعاً مثل الميجا دومينو توجت 180 يوماً من التخطيط المحكم، و60 يوماً من الاستعدادات والتجهيزات، لتشهد المدينة ما يعادل 9 أطنان من الألعاب النارية الخلابة تطلق من 685 موقعاً تحت إشراف أكثر من 100 تقني متخصص في هذا المجال.

بدا كل شيء محسوباً بدقة، ففي الوقت الذي أضاءت فيه الألعاب النارية سماء دبي والإمارات، كان رجال الدفاع المدني والشرطة والإسعاف، يؤدون مهام بطولية تكللت رغم التحديات التي واجهتهم بالسيطرة على الحريق في وقت قياسي بلا إصابات خطرة أو وفيات، ليس ذلك فحسب، بل تم توفير غرف بديلة لنزلاء فندق العنوان، عملاً على راحتهم، فاستطاعت بذلك دبي أن تحظى بثقة مضاعفة وتقدير عالمي يضاف إلى سجل المنجزات.