تعليقات حادة ومواقف متباينة ومشادات ساخنة سيطرت على "السوشيال ميديا" والمواقع الإخبارية على اختلاف توجهاتها الأيام الماضية عقب انعقاد الجلسة الأولى لمجلس النواب المصري، وهي جلسة إجرائية أدى خلالها الأعضاء يميناً قانونية تلزمهم باحترام الدستور والقانون ورعاية مصالح الشعب والحفاظ على أمن وسلامة الوطن ووحدة أراضيه.
الانتقادات بعضها يحمل قدراً من الموضوعية والآخر مبالغة وترصد خيبات نتجت عن توقعات لم تتحقق، لكن الغريب هو حالة الاندهاش من تصرفات نواب معروف عنهم عشقهم لإثارة الجدل وشهوتهم لجذب الأضواء نحو "شو سياسي" يعدون إليه جيداً، ويجيدون التكسب منه.
اشتباكات مواقع التواصل الاجتماعي بينت وكأننا فوجئنا بالوجوه التي انتخبناها وملأت مقاعد البرلمان رغم التصويت عليها والإعلان عن فوزها منذ أسابيع، وبينما دافعت مواقع إخبارية عن البرلمان ونوابه مذكرة الجميع بسقطات برلمان الإخوان وفضائح وفساد وفتاوى وتصريحات نوابه والتي أثارت استياء الناس ومخاوفهم من دولة داعشية، رأى آخرون أن المجلس الحالي لا يمثل طموحات مصر، وأن الكنانة تستحق برلماناً أفضل ونواباً على قدر المرحلة الراهنة، مرحلة البناء وعودة الإنتاج والانطلاق نحو مستقبل مشرق.
يضم البرلمان الحالي مجموعة شباب يدركون عظم المسؤولية ويلامسون هموم المواطن في دوائرهم ويستطيعون لو أرادوا وصمموا وبذلوا الجهود أن يحققوا تغييراً، لكنهم ليسوا نجوماً سياسيين ولا يجيدون لفت الانتباه، لذلك لا تذكرهم الصحف ولا تعيرهم مواقع التواصل اهتماماً يحفزهم، كما أن وجودهم في برلمان صاخب الغلبة فيه للصوت العالي حجبهم عن الأنظار حتى الآن.
يبقى القول إن البرلمان يمثل المصريين الذين مروا بسنوات تخللتها تقلبات سياسية ومجتمعية أثرت فيهم وغيرت آراءهم ورؤيتهم، ولا مجال للاستغراب فالشعب يحتاج وقتاً أطول لالتقاط الأنفاس واختيار من يمثلونه بدقة، اختيار مبني على تجارب وليست انطباعات، ربما الدهشة الحقيقية كانت من نصيب المقيمين في الخارج الذين فوجئوا بنواب يمثلونهم لا يعرفون عنهم شيئاً.