تهاوت أسعار النفط، هبط البرميل إلى ما دون 28 دولاراً، البورصات العالمية تهتز من وقع الصدمة، أنظار المستثمرين معلقة على شاشات عرض الأسهم، النزيف مستمر واللون الأحمر يسيطر على المشهد في ظل ارتباك حكومات الدول النفطية التي كبلتها المفاجأة.
وحدها دولة الإمارات تعاملت مع الهبوط بسلاسة، لا ارتباك ولا مفاجأة مع وجود حكومة تستشرف المستقبل، وتعرف جيداً أين تضع قدميها، تجيد قراءة الواقع بدقة وفق ما ينتاب العالم والمنطقة من متغيرات، ودائما تصدق توقعاتها، فقط لأنها مبنية على رؤية قيادة استثنائية لا تعرف المستحيل ولا تربكها المفاجآت مهما كان حجمها.
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قرأ المشهد الحالي منذ سنوات، ووضعت حكومته أجندات ورؤى ترتكز على قطاعات أخرى غير النفط تستطيع تحقيق عائدات ضخمة للدولة، منها الاستثمار العقاري والسياحي والعلمي والطبي، حيث تجذب المؤتمرات إلى الإمارات ودبي كبار الخبراء في المجالات كافة، وتستقطب المشاريع الريادية التي تعلن عنها الدولة آلاف المستثمرين الذين يثقون في مناخ الإمارات الاقتصادي.
«اليوم 70% من اقتصادنا الوطني غير معتمد على النفط» أعلنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مضيفاً سموه في تدوين عبر حسابه في تويتر: «سنحتفل بآخر برميل نصدره من النفط كما قال أخي محمد بن زايد، وسنبدأ بوضع برنامج وطني شامل لتحقيق هذه الرؤية وصولاً لاقتصاد مستدام للأجيال القادمة».
لم يعد النفط ركيزة أساسية لدى الحكومة تتأثر بهبوطه كل الخطط التنموية المرسومة، بات عاملاً مساعداً تسعى الدولة إلى تجاهله قريبا وهو ما سيتم خلال فترة وجيزة حسب التصريحات الأخيرة.
الإمارات نجحت في تحقيق بيئة اقتصادية بامتياز من حيث التقنيات الذكية والخدمات المتطورة والقوانين والتشريعات الداعمة، وسيادة الأمن والأمان وهو أحد العوامل الجاذبة للاستثمارات، كل ذلك يضمن لها التوازن والريادة مهما طرأ على العالم من تغيرات.