استباقية دبي

التخطيط والاستباقية واستخلاص العبر، سياسة ونهج ثابت في دبي التي تسبق عصرها والآخرين بعشرات السنين. بالأمس وبمناسبة يوم الطبيب الوطني أعلنت هيئة الصحة في دبي عن برنامج استثنائي لطب الكوارث والأزمات في مبادرة تدعم قدرات القطاع الصحي في دبي وتزيده تميزاً وجودة وتقدماً وتجعل منها نموذجاً مثالياً ليس في المنطقة فقط، بل على المستوى العالمي.

لقد أظهرت الأزمات العالمية الحاجة لمثل هذا الاستعداد الاستباقي، لتحقيق الاستجابة العاجلة في أوقات الأزمات والكوارث، ولعل أزمة كورونا التي ضربت العالم وأربكت كل منظوماته، تثبت مدى الحاجة لمثل هذا البرنامج الذي يوفر أعلى مستويات الأمن الصحي والسيطرة على أي تحدٍ صحي طارئ.

كما أن النهج الإنساني والإغاثي لدبي والإمارات ومأسسته، واستجابتها الدائمة للأزمات والكوارث العالمية، يحتاج لهذا البرنامج عبر تأهيل المتخصصين لأداء الواجب الإنساني بأفضل ما يكون، وهذا يستدعي إلى الأذهان المستشفيات الميدانية التي تنفذها الإمارات في كل الأزمات والكوارث التي مرت بها منطقتنا.

ومن مزايا هذا البرنامج أيضاً، استقطاب الخبرات الطبية للحصول على البرنامج المعترف به من أعرق المؤسسات العالمية، وبالتالي نشر ثقافة التعامل مع الأزمات والكوارث في المحيط الإقليمي وليس محلياً فقط.

اللافت أنه مع إشهار البرنامج تم الإعلان عن بدء تنفيذه حيث تم تدريب 100 كادر طبي، مع هدف الوصول لتدريب 10 آلاف كادر في السنوات الخمس المقبلة ما يعني قدرات صحية نوعية للقطاع الصحي والارتقاء بخط الدفاع الأول إلى مستويات أعلى ووفق بروتوكولات موحدة للاستجابة العاجلة وقت الحاجة.

البرنامج مؤشر جديد تضيفه دبي لمرونتها في وضع الخطط والاستعداد للمستقبل بكل تحدياته ومفاجآته، وفي صناعة نموذج صحي عالمي، متكامل بمنشآته الطبية الحديثة وتقنياته وتجهيزاته وحلوله الذكية وكوادره البشرية عالية المستوى والمتميزة. وهي دائماً إن قالت فعلت، وهو ما تثبته اليوم وكل يوم.