الخير في دبي ودولة الإمارات بشكل عام يفيض ليعم الجميع، ويتجاوز الحدود إلى المحتاج البعيد، فلا تمييز في العطاء والإحسان، بل عمل إنساني خالص لوجه الله تعالى، لا يراد منه سوى الخير للإنسان وتحسين حياته مهما كان دينه أو لونه أو عرقه. والخير في هذه البلاد لا يقتصر على أبواب الإحسان والتبرعات، بل هو في معنى أشمل فرص عمل وجودة حياة تشمل كل من يعيش على أرضها، ويصل تأثيره إلى مئات الملايين من أفراد أسرهم حول العالم.
والعمل الخيري في دبي نهج وممارسة يومية عبر مبادرات تحولت إلى مؤسسات تعمل داخل دبي وخارجها، مثل مؤسسة مبادرات محمد بن راشد العالمية، التي كان أحدث مشاريعها «وقف الأم» لجمع مليار درهم لتعليم الأقل حظاً حول العالم، وغيرها من المبادرات التي تستجيب للأزمات الطارئة حول العالم حتى وصل عددها إلى نحو 54 ألف مبادرة ومشروع خيري، وبقيمة إنفاق في العام الماضي وحده أربعة مليارات درهم، وهو رقم قياسي، يدل على الرغبة الصادقة لدى القيادة والشعب على فعل الخير وتعظيمه وتوسيعه وضمان وصوله إلى محتاجيه، وترسيخه في قلوب وعقول شعب الإمارات. وحين يقول سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، «في دبي نعين المحتاج ونمدّ يد العون ويصبح فعل الخير أسلوب حياة، دبي مدينة الخير وأهلها أهله» فهو يؤكد حقيقة جوهرية أن الخير في هذه البلاد فعل إيماني لا جدال فيه، ولا حدود له، ينفتح على كل الثقافات ليظهر الصورة الحقيقية للإسلام وروحه السمحة.
في رمضان تتجلى تلك الصورة وتكبر، واللافت فيها دائماً تنوع الفعل الخيري، فالمسألة أكبر من توزيع الطعام وسقيا الماء فقط، على أهميته، بل تتسع لتشمل التعليم عبر بناء المدارس والجامعات في المجتمعات الأقل حظاً، والعلاج عبر بناء المستشفيات الخيرية والمنشآت الإنتاجية والتدريبية لتشغيل الأيدي العاملة في المجتمعات الفقيرة، عدا عن الاستجابة الدائمة للأزمات والكوارث حول العالم، وإنقاذ الملهوف وإغاثة المحتاج، كل ذلك ما هو إلا تعبير عن إيمان راسخ بأن العمل الخيري أسلوب حياة دائم، لا يتوقف عند مناسبة أو حادثة، بل فعل المقصود منه ديمومته وإحداث التأثير الإيجابي الفعال في حياة متلقيه وإسعاده.
الخير، عطاء وسعادة وإخاء وتماسك وتكافل، وكل معاني الإنسانية النبيلة، وفعل الخير عنوان المحبة والسلام، وتلك هي روح دبي النابضة.