تمضي دبي في بناء المستقبل بلا توقف، بل بعزيمة وإصرار نحو تحقيق طموحاتها، كان أحدثها الإعلان عن تطوير مطار آل مكتوم الدولي ليكون الأول إقليمياً، ويحمل مفهوم «المطار المدينة» في نقلة نوعية في مجال النقل الجوي وصناعة المطارات، حيث ينظر إلى هذا المفهوم باعتباره مستقبل المطارات مع تنامي السياحة والتجارة وزيادة عدد سكان العالم وحاجتهم إلى أدوات ربط جديدة تستلزم وجود مثل هذه المطارات.

يوجد حول العالم نحو 80 مطاراً تحمل هذا المفهوم، أحدثها مطار آل مكتوم الذي يتكون من مشروع عملاق، تصل تكلفته المبدئية إلى 128 مليار درهم، ويضم مناطق تتنوع بين الطيران والخدمات اللوجستية، والمراكز التجارية ومدينة سكنية. وهذا التوجه العالمي إلى مفهوم «المطار المدينة» الذي تتبناه الصين وتطور وحدها عشرات المطارات وفقاً له، ظهر قبل نحو 20 عاماً، ويمثل الموجة الخامسة من صناعة المطارات في العالم، وينظر إليه باعتباره الحل للخدمات اللوجستية ومواكبة نمو حركة السفر والاقتصاد، وهو مفهوم يواكب التوقعات بنمو أعداد المسافرين ونقل البضائع بشكل هائل في العقود المقبلة.

دبي تقرأ المستقبل مبكراً، وهي سباقة دائماً في كل القطاعات، فالشرق الأوسط من أكثر مناطق العالم نمواً في حركة الطيران والنمو السكاني، وهو يحتاج إلى مطار بهذا المفهوم ولا توجد مدينة في المنطقة مؤهلة لتطبيق هذا المفهوم أكثر منها، بحكم خبرتها وباعها الطويل في قطاع الطيران.

ميزة مطار آل مكتوم، قربه من ميناء جبل علي الميناء الأكبر في الشرق الأوسط، ما يمنحه القدرة وبكل سهولة على تطبيق مفهوم «المطار المدينة»، حيث إن مثل هذه المطارات لا تقتصر مهمتها على نقل الركاب فقط، بل أهميتها رئيسية في القطاع التجاري، وحركة نقل البضائع والسلع، ومن هنا أنشأت دبي رابطاً بين الميناء والمطار لتسهيل حركة نقل البضائع والشحن وأنشأت مدينة لوجستية لشركات النقل العالمية.

هي مرحلة جديدة لنمو قطاع الطيران العالمي، تستعد لها دبي لتكون بالصدارة لمدة 40 عاماً على الأقل كما قال الشيخ محمد بن راشد وهو يعتمد تصاميم المشروع الذي وصفه بأنه مشروع للأجيال، نضمن فيه تنمية مستمرة ومستقرة لأبنائنا وأبنائهم، ولتكون دبي مطار العالم وميناءه وحاضرته العمرانية ومركزه الحضاري الجديد.