الأسرة نواة المجتمع، والأساس الصلب الذي يُبنى عليه استقرار المجتمعات وتطورها ونجاحها، وقوة الأسرة وتماسكها، يشكلان المتطلب الأساسي لبناء مجتمع مترابط ومتماسك وناجح.
حين تسافر إلى أية دولة، وتلاحظ أن أغلب أفرادها يتميزون باللباقة وحسن التصرف، تدرك تماماً أن هذا السلوك لم يأتِ من فراغ، بل هو انعكاس طبيعي لأسرة متماسكة، وبيئة إيجابية، وثقافة مجتمعية داعمة.
فالأسرة تعّد المدرسة الأولى التي ينهل منها الأفراد منذ الصغر القيم والمبادئ والأخلاق، وهي القاعدة الرئيسة التي يُبنى عليها السلوك والتصرف. أما البيئة الإيجابية، فتعمل على تعزيز هذه القيم، ودعم نمو الأجيال في مختلف محطات حياتهم، لينعكس ذلك إيجابياً على تعاملهم مع الآخرين، القريب والبعيد، وعامة الناس في حياتهم اليومية.
لقد حرصت دولة الإمارات منذ تأسيسها، على تعزيز تماسك الأسرة، باعتبارها حجر الأساس في مسيرة الدولة، وذلك لضمان مستقبلها، وازدهار وتميز أجيالها القادمة. وفي هذا الإطار، أعلنت الدولة مؤخراً، إنشاء وزارة الأسرة، وتحديث مسمى وزارة تنمية المجتمع، لتصبح وزارة تمكين المجتمع. هذا التغيير بحد ذاته، يعكس اهتمام وحرص قيادة الدولة على تعزيز مكانة الأسرة الإماراتية وأهميتها، وتطور الأجيال في الحاضر والمستقبل، وترسيخ هويتنا وثقافتنا الأصيلة في هذا الوطن.
ووفقاً للمسؤوليات والأدوار، ستتولى وزارة الأسرة عدداً من الاختصاصات والمهام، أهمها صياغة وإعداد وتنفيذ أبرز السياسات والاستراتيجيات الخاصة بإنشاء أسر مترابطة ومتماسكة، بالإضافة إلى دعم دور الأسرة في تعزيز الهوية الوطنية، ونشر القيم والمبادئ الإيجابية في المجتمع.
بلا أدنى شك، كل شخص على هذه الأرض الطيبة، يدرك أهمية الأسرة الإماراتية وما تمثله. فالأسرة تعتبر القلب النابض، الذي يغذي استقرار المجتمع وازدهاره، فأغلب الإنجازات التي يشار إليها بالبنان اليوم، تحققت بفضل أسر وثقت وآمنت بقدرات أبنائها، وشجعتهم، ووقفت بجانبهم للوصول إلى مستويات كبيرة ولافتة، مكنتهم من تحقيق ما هم عليه اليوم من نجاح وتميز.