يخطئ البعض عندما يستهين بدول الخليج، ويخطئون بصورة أكبر عندما يعتقدون أن هذه المنطقة عاجزة عن حماية مصالحها وسيادتها ضد أي أطماع، ويخطئون عندما يعتقدون أن الخليج عاجز عن تكوين تحالفات قادرة على حماية المسلمين والإسلام. ما أعلنت عنه المملكة العربية السعودية من تكوين تحالف إسلامي عسكري بقيادتها ويضم دولاً عدة، وأعداداً كبيرة من الجيوش، يغيّر المشهد وتلك الصورة النمطية.
أثبتت الأحداث الأخيرة في المنطقة أننا كمسلمين أخذنا بجريرة تنظيمات إرهابية تنسب نفسها للإسلام، وتضع المسلمين بسبب ما تقوم به في كفة الإرهابيين.
الأخطار المحدقة بالمنطقة لم تعد في صورة جيش نواجهه أو حرب معلنة، بل تتمثل بتنظيمات إرهابية، وأخرى تنسب نفسها للإسلام وهو منها بريء، انتشرت في العالم كالسرطان، وأصبح من اللازم مواجهتها بالحزم والعزم.
التحالف العسكري الإسلامي خطوة مهمة، فلا ينبغي ترك منطقتنا ومسؤولية حمايتها للغير ممن يحددون المصائر، ويرسمون مستقبل المنطقة السياسي والاقتصادي بما يتناسب مع مصالحهم.
كل له تصنيف في وصف الإرهابيين وفق ما يخشاه ويعده خطراً عليه، ونحن اتخذنا موقفاً في محاربة ومواجهة التنظيمات الإرهابية.
مشروع التحالف الإسلامي العسكري ضخم بفكرته، التي تعد الأولى، في تكوين أكبر قوة عسكرية إسلامية وبشرعية دولية تدافع عن الإسلام، وضخم مهم بأهدافه التي تتجلى في مكافحة الإرهاب، وبقيادته التي ستكون في الرياض وبآلياته المتجلية في تنسيق أمني بين أعضائه، وسيضم مختصين في مختلف المجالات لمجابهة الأيديولوجيا الإرهابية، وسيكون من أكبر التحالفات التي تتشارك في معلوماتها ومعداتها وخطط التدريب.
واثقون بالنتائج الإيجابية، والتي ستنعكس أولاً على دول المنطقة الإسلامية ضد تنظيمات إرهابية تدعي أنها إسلامية، وأصبح ضررها لا يقتصر على مناطق النزاعات فقط، بل أصبحت خطراً على المسلمين وعلى المجتمع الدولي.