لا يمكن اعتبار غياب الطلبة يوم الأحد بعد إجازة لا تقل عن ثلاثة أسابيع ظاهرة جديدة في معظم مدارس الإمارات الحكومية، وهي ظاهرة أثارت استياء إدارات المدارس والمعلمين والمعلمات، الذين يضطرون لتأخير شرح الدروس وإعادة الطلبة إلى منازلهم بسبب غياب نسبة كبيرة من زملائهم دون أعذار مقنعة وأسباب حقيقية تدعو للغياب!
لماذا تحولت مسألة الغياب بعد الإجازات إلى حالة روتينية لدى الطلاب؟! والمؤسف بصورة أكبر أن الأهالي يشجعون هذه الظاهرة، حيث اعتاد الطلبة على عدم الالتزام والانضباط وتجاهل القوانين واللوائح، في حين كان الأحرى بأولياء الأمور جميعاً إرسال أبنائهم للمدارس، وحثهم على الالتزام بدلاً من الغياب دون مبررات.
الإجازة كانت كافية للعودة بنشاط منقطع النظير إلى الدراسة، فلماذا فرّطت الأسر بيوم دراسي لأسباب ليست مقنعة، ولماذا باشروا الفصل الدراسي بسيناريو غير موفق يربي الأبناء ويعوّدهم على الاستهتار وعدم احترام الأنظمة، في الوقت الذي تحذر فيه الوزارة من مخاطر ذلك، لاسيما وأنها كانت تلوح بتطبيق لائحة السلوك!
على الرغم من توجيهات وزارة التربية والتعليم الواضحة بشأن الحضور والغياب، وعلى الرغم من الآمال المعقودة على طلاب المدارس في تنمية الدولة وتطويرها، إلا أن المؤسف هو وجود أهالٍ وأولياء أمور يعتبرون التعليم -للأسف- خارج دائرة اهتمامهم.
هذه الظاهرة لا تبشر بخير؛ لأنه تتشكل بداية من الأسرة التي تتحمل مسؤوليتها الأكبر في إعداد جيل المستقبل، وصولاً إلى الطلبة ذاتهم، وادا كانت الأسر تعد الأبناء اليوم لعدم الانضباط وعدم احترام القوانين والنوم في عسل الإجازات وغير الإجازات، فالمستقبل المنتظر لن يكون بحجم طموحات الإمارات، التي تنتظر رجالاً، وسواعد ذات كفاءة عالية وبقدر عال تؤهلها لتحمل المسؤولية.
نأمل أن تضع الأسر قبل إدارات المدارس حداً لهذه الظاهرة، فغياب الطلبة يتجاوز بآثاره مسألة التسجيل في سجل الحضور والغياب المدرسي، ويمتد إلى مسؤوليات أكبر نغرسها ونعززها في الأبناء!