في منتصف الثمانينات كنت مولعاً بمسلسل الرسوم المتحركة «توم آند جيري»، وكانت أمنيتي وقتها أن أفهم الكلمات البسيطة التي أسمعها على لسان شخصياته. في منتصف التسعينات بدأت أشاهد الأفلام وكانت أمنيتي عندما أشاهد فيلماً غير مترجم أن أفهم حواراته.
عام 1999 لم أتمكن من تجاوز اختبار للغة الإنجليزية في الكلية، فقررت معاقبة نفسي بقراءة رواية «العراب» لماريو بوزو كاملة، ثم التوكل على الله قبل دخول اختبار الإعادة مستعيناً بقاموس وورقة لتسجيل المفردات الجديدة على الهامش لأعود إليها كل ليلة وأحفظ معانيها. لمست التطور في لغتي الإنجليزية تدريجياً يوماً بعد يوم حتى صرت أول من يجيب أستاذ اللغة الإنجليزية عندما يسألنا عن معنى كلمة.
وعند لحظة الحسم تجاوزت اختبار الإعادة بنتيجة أنا نفسي لم أتوقعها، وأجبرني المدرس على تقديم نشرة أخبار الكلية التلفزيونية باللغة الإنجليزية، ومنها تدربت في صحيفة محلية إنجليزية، ومنها إلى العمل كمحرر لنشرة الأخبار الإنجليزية في قناة محلية، وكان ذلك قراراً لاأزال أحصد نتائجه.
في عام 2005 تناولت وجبة غذائي في مطعم للوجبات السريعة مدة 4 أشهر حتى تجاوز وزني 90 كغم. فقررت التوكل على الله ومعاقبة نفسي بإجبارها على الجري يومياً وهي عادة لم أتركها منذ ذلك اليوم ولو أنها لم تعد كما كانت بصورة يومية، وهو قرار لاأزال أحصد نتائجه على المستوى الصحي.
في صيف 2006 كنت في مهمة عمل في فيتنام لتغطية مؤتمر صحفي لصالح قناة تلفزيونية كانت حكومة دبي طرفاً فيه. كانت الرطوبة مرتفعة للغاية والرحلة من الفندق إلى موقع المؤتمر كانت 30 كيلومتراً تقريباً. أثناء الإعداد للمؤتمر كان علي عمل شيئين تصوير لقطة اختتام التقرير وعمل المقابلات.
جهزت الكلمات الختامية وحفظتها لكني لاحظت ارتباكاً على وجه المصور، فسألته إن كانت الأمور على ما يرام. فأجابني أن الكاميرا توقفت عن العمل بسبب نسبة الرطوبة المرتفعة. أصبت أنا الآخر بالارتباك وقلت له، أبعد رحلة التسع ساعات نخرج خاليي الوفاض.
وبعد ارتفاع حدة النقاش فهمت منه أن الحل في تبريد الكاميرا وكنت أعلم أننا سننجح في النهاية وكل ما نحتاجه هو ضبط النفس وبالفعل تمكنا من تبريدها بوسائل بدائية جداً. كنت أعلم في قرارة نفسي أننا سننجح لأني كنت متوكلاً على الله، وأقاوم السلبية التي كانت تتولد في نفسي بتحديها وبالفعل عادت الكاميرا للعمل في الوقت المناسب.
مسك الختام: مهما نواجه من الصعاب، فلا يجب الركون والاستسلام، التفكير الإيجابي يبدأ بالتوكل على الله وهو قرار يمنح المرء شعوراً مطمئناً في قلبه لأنه وحده عز وجل بيده الخير كله، وهو مدبر الأمور وميسرها لكن على المرء بذل الجهد والسعي الصادق وراء مطلبه.