مع إدراكي مدى قرب موسم الامتحانات النهائية، لم أستطع إلا التفكير في النهج الذي تبنته الأنظمة التعليمية والمجتمع بشكل عام حيال الطريقة التي يمضي بها الطلبة أوقاتهم في الصيف.

في كل عام، وبصفة خاصة في المرحلة الثانوية، نعكف نحن الطلبة بمزيد من الدأب على الاستعداد لامتحاناتنا الختامية، ونحصل أخيراً على عطلتنا التي انتظرناها طويلاً، وتدوم ثلاثة أشهر تقريباً. وكان يشمل اليوم العادي في إجازتنا الصيفية السهر طوال الليل في مشاهدة أحدث البرامج والمسلسلات التلفزيونية، ولا نستيقظ قبل ظهيرة اليوم التالي.

ويتكرر هذا الروتين على امتداد أسابيع إلى أن تقترب آخر عشرة أيام التي ننتظرها طويلاً ونمضي فيها إلى خارج الدولة، وقبل أن ندرك جلية الأمر، سرعان ما نعود إلى فصولنا الدراسية ويحل شهر سبتمبر من جديد.

تتيح الأنظمة التعليمية في بلادنا خطة على امتداد العام للطلبة لمساعدتهم على التفوق في حياتهم الدراسية، ولكنها أهملت أو لم تبد كبير اهتمام بما يتحمس له الطلبة من مواهب وأنشطة خارج الصف.

أشهر الصيف الثلاثة فرصة ذهبية لمساعدة الطلبة على تكوين فكرة أفضل عن الاتجاه الذي يريدون الانطلاق إليه، وماذا يريدون أن يصبحوا في المستقبل. إنني لا أتحدث عن برامج تطوعية تستغرق أسبوعاً أو فصول فنون تمتد ثلاثة أسابيع لشغل الطلبة خلال الصيف.

وحتى المدارس الصيفية في البلاد التي تميل إلى ما يتجاوز الأنشطة الدراسية، لم توفق في اجتذاب اهتمام الطلبة وحماسهم. وما أشير إليه هي برامج الرعاية التي تدخلها الأنظمة التعليمية، ويفضل أن تدخلها وزارة التربية والتعليم نفسها، والتي تدرج الطلبة في برامج تدريب تحت الإشراف، ورحلات إنسانية إلى الخارج وبرامج قيادية خلال الصيف.

مثل هذا النهج من شأنه أن يساعد على تسهيل انتقال الطلبة من المدرسة إلى الجامعة، ومن الجامعة إلى مكان العمل، وسيتاح للطلبة أيضاً فرصة التفوق في الأنشطة التي تخضع للإشراف والمبادرات التي ما كانوا ليشاركوا فيها خلال العام الدراسي بسبب الامتحانات والجهد الدراسي الكبير.

وسيتاح للطلبة كذلك المجال لاستكشاف الميادين التي يهتمون بها قبل أن يلتزموا بدراسة أشمل أو بوظيفة، وعلاوة على ذلك، فإن الشركات والمدارس نفسها ستستفيد من المنظور الجديد الذي يقدمه الطلبة.

ينبغي للأنظمة التعليمية إدراك أن عملية التعلم لدى الطالب لا تتوقف في مايو وتستأنف في سبتمبر، وينبغي النظر إلى الشهور الممتدة بين نهاية العام الدراسية وبداية عام جديد باعتبارها امتداداً لتعليم الطالب.

فنحن لم نعد نعيش في زمن تعد فيه الدرجات معيار النجاح الوحيد، وما يقوم به الطالب خارج الفصل مهم أو أكثر أهمية مما يتعلمه داخل الفصل نفسه، وقد حان الوقت لإدراك نظمنا التعليمية لذلك والمبادرة بالتغيير.