في مقاربتنا نتائج ومُخرجات القمة العالمية للحكومات، والتي انعقدت في الفترة من 11 لغاية 13 فبراير 2018، لا يمكننا إلا أن نستعيد مقولة حكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: «حكومتنا لا تدّخر جهداً في تطوير العمل الحكومي وتحفيز الفرق لتبنّي أساليب مبتكرة، وما يُحدث الفرق في العمل الحكومي ويحقق الريادة عالمياً هو الابتكار لصناعة المستقبل».

دبي المدينة الساحرة، قبلة العالم لكل إبداع وابتكار، قدمت للعالم منذ أيام هذا التجمع الحكومي العالمي في دورته السادسة، هو تجمع ريادي يمثل منصة للتوجهات المستقبلية الأكثر تأثيراً للحكومات والتي تحفل أجندته بقضايا تستعرض أبرز التحديات في وقتنا الراهن، وتستشرف آفاق مستقبل الشعوب، إن مثل هذه التجمعات الريادية التي تسعى في مقامها الأول لتمكين حياة بشرية أكثر يسراً ومتعة، والتي تُطرح فيها أفكار ريادية وإبداعية يتم تحويلها لاحقاً إلى واقع ملموس يعيشه الفرد لتحدث فرقاً إيجابياً يتناسب مع متغيرات الحياة العصرية السريعة وتحسين جودة الحياة، الجودة والاستدامة اللتان تشكلان الشرطين الأساسيين لما باتت المجتمعات المتقدمة تسعى إلى تحقيقه وديمومته، لأن توفير ذلك للفرد في مجتمعه يسهم في استقراره ويعزز انتماءه للمجتمع، وفي دولتنا، دولة الإمارات العربية المتحدة، وجهت القيادة الرشيدة عبر الحكومة أولوياتها إلى تضمين السعادة في الأجندات الحكومية وديمومتها دونما النظر إليها على أنها آنية، وذلك من خلال استثمارها في الشباب وإشراكهم في تصميم أجندتها الحكومية إيماناً منها بأن الفكر الشبابي هو وقود مواكبة مستجدات العصر واستشراف المستقبل، ولأنها قمة عالمية تنوعت القضايا الحيوية والتنموية وتعددت المحاور والجلسات وورش العمل، لكن ما كان أكثر حيوية هو تضمين البرنامج لمحور الاهتمام بكبار السن، هؤلاء الذين عملوا وقدموا وأنجزوا ليصلوا اليوم لمرحلة التقاعد، والذين من واجبنا اليوم أن نوليهم كل الاهتمام والرعاية عبر التواصل معهم وتلبية رغباتهم وإشراكهم في مجالات الحياة ليس شفقة بل احتراماً وتقديراً لحياة ملؤوها بالعطاء والإنجاز، أما الجلسات التي تم تخصيصها للحديث عن السعادة فقد كانت مصدر بعث لطاقة وشعور لا يوصفان، طاقة وشعور هما بحد ذاتهما مصدر فخر جميل وتدفق لشحنة إيجابية في العقل والجسد، فالاستماع إلى تجارب الآخرين الناجحة تمنحك فرصة إعادة ترتيب أولوياتك والانطلاق مجدداً برؤية أكثر ثقة ودافعية أكثر عزيمة وإصراراً على التميز، عبر حوار السعادة العالمي الذي انعقد في القمة، والذي احتفى بتجارب هؤلاء الأشخاص الذين كان لتحليهم بالقيم الإنسانية النبيلة الدور الكبير في تحقيق السعادة لتسلط عليهم القمة الأضواء في المنصة الإماراتية التي تركت بصماتٍ إماراتية على جبين الكون، والتي تحولت من المحلية إلى العالمية، في دليل حي على القيادة الإماراتية ومثال خلاق يعزز الدور الريادي للإمارات عالمياً.