هل تساءلت يوماً من قام بتصوير اللحظات التاريخية المهمة في دولة الإمارات العربية المتحدة؟ من يا ترى صاحب تلك اللقطات الخالدة التي أصبحت مرجعاً تاريخياً لمسيرة الاتحاد؟

نال هذا الشرف المصور راميش شوكلا الذي جاء إلى دبي عام 1965، حاملاً كاميرته، لتصوير الحياة في هذه الإمارة، بمهمة خاصة من إحدى الصحف المحلية ببلده الهند. لحسن الصدف عاصر المصور فترة زمنية تاريخية بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، ووفقاً لكلماته فقد كان في المكان الصحيح، وفي الوقت الصحيح.

كان المصور حاضراً عام 1971، وكان له شرف تصوير حكام الإمارات الكرام أمام سارية علم دولة الإمارات العربية المتحدة في لقطة تاريخية أصبحت اليوم أيقونة لشعار «روح الاتحاد»، وذلك عقب اجتماعهم التاريخي لتوقيع اتفاقية الاتحاد في دار الاتحاد، حيث يقع اليوم في ساحة «متحف الاتحاد».

زرتُ قبل أيام معرض «الوالدان المؤسسان» في «متحف الاتحاد»، الذي يقدم تجربة ثرية بالمعلومات المشوقة والصور الرائعة التي خلّدها المصور راميش شوكلا بعدسته.

يعرض المعرض صوراً تاريخية للمنطقة ولحكامها الكرام، وعدة التصوير الخاصة بالمصور، ونموذجاً عن الغرفة المظلمة، حيث كان يقوم بتحميض الصور التي يلتقطها على مدار اليوم منذ الصباح الباكر، بميدان «جمال عبد الناصر» في دبي، خلال سبعينيات القرن الماضي.

على مدى خمسة عقود، سخَّر راميش شوكلا عدسته لتصوير مشاهد من الحياة اليومية للإمارات السبع، ليعكس خلالها مسيرة هذه الدولة التي أصبحت من أكثر دول العالم تطوراً بفضل الرؤية الحكيمة لقادتها.

معرض «الوالدان المؤسسان»، يُسلط الضوء على الدور الكبير الذي قام به المغفور لهم الآباء المؤسسون، في تأسيس دولة الإمارات، وصولاً إلى إعلان قيام الاتحاد، من خلال صور راميش شوكلا، الذي قال: «ما من شيء يُسعدني أكثر من التقاط صورٍ توثق مسيرة تطور وازدهار دولة الإمارات العربية المتحدة».

يستمر المعرض الذي يناسب جميع أفراد وفئات المجتمع حتى نهاية العام الجاري. والشكر موصول لهيئة دبي للثقافة على رعايتها المستمرة لهذه المعارض المهمة والملهمة.