قبل أيام أخبرتني صديقة أنها في طفولتها كانت تتمنى أن تصبح رائدة فضاء إماراتية، وأظن أن أمنيتها تلك لم تُؤخذ على محمل الجد ممن حولها حينها قبل أعوام كثيرة، أما اليوم، فلم تعُد هذه الأمنية مستحيلة، بل أصبحت واقعاً، ففي الإمارات كبرت طموحاتنا وأحلامنا، واتسعت باتساع الكون، حتى وصلت إلى الفضاء.

أعلنت الإمارات قبل أقل من عام عن اختيار أول رائدي فضاء إماراتيين هما هزاع المنصوري وسلطان النيادي، بالتعاون مع وكالة الفضاء الروسية «روسكوسموس»، وذلك بين 4000 شاب وشابة إماراتيين تقدموا للاختبارات، ضمن برنامج «الإمارات لرواد الفضاء»، الذي يشرف عليه «مركز محمد بن راشد للفضاء»، الهادف إلى تأهيل وإرسال رواد فضاء من الإمارات إلى الفضاء الخارجي لاكتشافه وتنفيذ مهام وأبحاث علمية نبيلة.

يوم الأربعاء، 25 سبتمبر، الساعة 5:57 مساء بتوقيت الإمارات، شهدنا البث المباشر لعملية الانطلاق، وسط مشاعر الفخر والترقب. انطلق هزاع المنصوري، أول رائد فضاء إماراتي، مع الطاقم المكون من الروسي «أوليغ سكريبوتشكا»، والأمريكية «جيسيكا مير»، على متن صاروخ «سويوز»، أول مهمة للإمارات إلى الفضاء، كانت أعيننا على الشاشة وقلوبنا معهم.

لاحقاً، نجحت مركبتهم في الوصول إلى محطة الفضاء الدولية والالتحام بها، وفي تسجيل صوتي أرسل المنصوري تحياته وسلامه للإمارات قادة وشعباً، وقال: «منظر جميل للأرض من هذا المكان، وأستطيع رؤية جزء من الأرض من هنا».

لقد تحقق حلم والدنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، الذي اهتم بقطاع الفضاء، وتحققت رؤيته، وطموح قيادتنا، وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: «مثلما لا حدود للفضاء، فلا حدود لطموحاتنا في تحقيق مزيد من الإنجازات لوطننا».

هزاع المنصوري وسلطان النيادي، هما البداية لظهور عشرات رواد ورائدات الفضاء من الإمارات في المستقبل القريب، بإذن الله، فأحلامنا في هذا الوطن تسع الكون بأكمله، حفظك الله يا هزاع، وأرجعك لأهلك ووطنك سالماً غانماً.