طالما آمنتُ بقوة الكلمة، وتأثير تبادل المعرفة بين الثقافات والشعوب، وأن الآداب والفنون ما هي إلا نوافذ مشرعة على العالم الأوسع تزيدها جمالاً، وتُقرب وجهات النظر، وكل يوم يزداد يقيني بذلك.

فتحت الإمارات نوافذها وأبوابها الثقافية في مدريد، على الثقافة الإسبانية، حيث حلَّت إمارة الشارقة ضيف شرف على معرض «ليبر الدولي للكتاب»، في دورتها الـ 37، وهذا ليس بجديد عليها، وهي التي تُشرق منذ عقود على معارض الكتب في أهم العواصم العالمية، وتُختار كضيف شرف لثقلها الثقافي، وللإضافة التي تقدمها خلال مشاركاتها المميزة.

كان الحدث الأبرز في هذه التظاهرة الثقافية، هو تدشين صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، عدداً من مؤلفاته التاريخية والأدبية باللغة الإسبانية.

وقال سموه في خطابه: «لم يعد التعرف إلى الآخر صعباً، أو التعريف بنا صعباً كالسابق».

تألقَّ كذلك جناح الإمارة في المعرض على مدى 3 أيام، وضمَّ العديد من الفعاليات والأنشطة، و70 كتاباً مترجماً للإسبانية لكتاب إماراتيين وعرب، تحت إشراف هيئة الشارقة للكتاب، جاذباً الزوار الإسبان للاطلاع على المشهد الإبداعي الإماراتي والعربي.

وضم الوفد الثقافي مجموعة من الأدباء والمثقفين والفنانين المبدعين، شاركوا بفعاليات وجلسات تراوحت بين الأدب والفن والشعر والتاريخ وغيرها، في جامعة «كومبلوتينسي»، البيت العربي، والمكتبة الوطنية الإسبانية العريقة.

التقينا في اليوم الأول مجموعة من طالبات كلية الألسن، أعربن عن سعادتهن بالجلسة، وحماسهن لمعرفة المزيد عن الأدب العربي والإماراتي، ولزيارة المعرض واقتناء كتبنا المترجمة إلى الإسبانية. وفي اليوم التالي، كانت مفاجأة جميلة، حين التقينا بهن مرة أخرى في البيت العربي، لحضور الجلسات الثقافية. اتضح لي حينها بوضوح، الهدف الأسمى من الثقافة، ألا وهو التقريب بين الشعوب. نتطلع أن يقرأنا الآخر، أن يعرف أكثر عن ثقافتنا، فكرنا، وتاريخنا، أن نعرفه أكثر، ونقترب منه.

للكلمة قوة، وللأدب تأثير في مد جسور السلام والمحبة والتسامح، وما أحوجنا اليوم إلى ذلك! شكراً للعاصمة العالمية للكتاب، الشارقة المشرقة دائماً.